كرر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، تهديد بلاده بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل، فيما أكد الرئيس الأميركي جورج بوش ضرورة أخذ تهديدات نجاد المتعلقة بتدمير إسرائيل على"محمل الجد". تزامن ذلك مع تحذير الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي من"الأصولية المنظمة"في بلاده، منتقداً"ضمنيا"تأجيج احمدي نجاد لها عبر إطلاق"الشعارات السطحية والعنيفة". راجع ص 8 ورفض احمدي نجاد، عشية مناقشة مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في نيويورك مشروع قرار يلزم إيران وقف التخصيب تحت تهديد فرض عقوبات عليها، استغلال توقيع إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية كوسيلة ل"سلب حقوقها وتقييدها"، وقال:"نعتبر صلاحية المعاهدة معدومة في هذه الحال". وصعّد البرلمان الإيراني أزمة الملف النووي، بعدما طالب 160 نائباً الحكومة ب"سحب توقيعها على البرتوكول الإضافي للتفتيش المفاجئ في حال أصر مجلس الأمن على بحث مشروع القرار البريطاني الفرنسي". وطالب بإعادة الملف إلى"وضعه الطبيعي"عبر بحثه في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي لقاء مع صحيفة"بيلد أم تسونتاغ"الألمانية الأسبوعية، قال بوش إنه لا بد من مواجهة تهديد احمدي نجاد بتدمير إسرائيل ب"شكل جدي كونه يستهدف حليفاً للولايات المتحدة وألمانيا معاً". وأكد بوش أنه يمكن ايجاد حل ديبلوماسي للأزمة النووية الايرانية"في حال عمل المجتمع الدولي بجدية، وحافظ على وحدة موقفه، علماً ان كل الخيارات مطروحة لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية". في غضون ذلك، أعلن الرئيس الإيراني الإصلاحي السابق محمد خاتمي ان الشعارات"السطحية والعنيفة"التي تصدر من أشخاص"يبالغون في تقدير أنفسهم"، في إشارة ضمنية إلى الرئيس الايراني الحالي،"تؤكد ان الراديكالية باتت اكثر تنظيماً في إيران حالياً بقيادة جماعة معينة، ما يجعل حتى بعض الأصوليين المعروفين غير راضين عن الوضع". وقال خاتمي الذي لم يذكر اسم احمدي نجاد مباشرة، إنه"رغم أن الأصولية أيديولوجية تتمسك بمبادئها إلا ان الأصوليين يجب أن يقبلوا النقد ويستعدوا للانتقال إلى إطار أفضل في حال دعت الحاجة". على صعيد آخر، رأى الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي ان فشل حزب العمال البريطاني في الانتخابات المحلية الأخيرة يؤكد معارضة البريطانيين سياسة رئيس الوزراء توني بلير"التي تؤيد نزعة التبعية العمياء للولايات المتحدة، خصوصاً في الحرب على العراق". وتتهم طهرانلندن بالتصدي لبرنامجها النووي والتدخل في شؤونها عبر دعمها مجموعات انفصالية عربية داخل البلاد، فيما يتهم البريطانيون إيران بدعم مجموعات متمردة جنوبالعراق.