قلل وزير السياحة المصري زهير جرانة، خلال مشاركته في معرض سوق السفر العربي في دبي، أهمية الأضرار التي لحقت بالقطاع السياحي في مصر نتيجة التفجيرات الأخيرة. وشدد على أن الحركة السياحية"ستعود إلى معدلاتها الطبيعية في منطقة سيناء"، في ضوء التقارير التي تلقتها الوزارة من شركات الرحلات السياحية ومنظميها وشركات الطيران، التي أكدت"استمرار معظم حجوزات شركات الطيران والفنادق وعدم تأثر الحركة السياحية في شكل لافت". وأوضح أن تفجيرات دهب"وقعت في وقت تقل فيه أعداد السياح الأوروبيين الذين يشكلون 80 في المئة من السياح إلى مصر، إذ لا يفضل غالبيتهم زيارة مصر خلال شهور الصيف التى تشهد إقبالاً كبيراً من السياح العرب". ورأى جرانة في حديث الى"الحياة"أن معظم السفارات الأجنبية "لم تصدر بيانات تطلب فيها من رعاياها مغادرة مصر بعد تفجيرات دهب". ولاحظ أن"عدداً محدوداً منها فقط طالب الرعايا بتجنب الإقامة في دهب ، والاستمتاع باجازاتهم في سائر المنتجعات السياحية المصرية". ولفت الى أن التفجيرات التي شهدها قطاع السياحة المصري على مدار السنوات العشر الماضية"زودت وزارة السياحة والشركات السياحية خبرات كبيرة تمكنها من إعادة الحركة إلى معدلاتها الطبيعية في وقت قصير جداً". واشار الى أن عودة الحركة الى معدلاتها"تقصر مع كل حدث تفجيري جديد"، عازياً السبب الى"تكيف السياح الأجانب في التعامل مع أية تفجيرات جديدة تحدث في مصر، وتعي الغالبية منهم أن عالم ما بعد 11أيلول سبتمبر 2001 مختلف تماماً، وأن كل دول العالم معرضة للتفجيرات، ولم تحل الإمكانات الهائلة التى تملكها الدول الكبرى دون وقوع تفجيرات على أراضيها". وأوضح أن جنسيات السياح التى"تتأثر بالتفجيرات سلباً اصبحت محدودة جداً، كما ان هناك جنسيات أخرى مثل الإيطاليين والألمان لا يتأثرون بها كثيراً". وأعلن ان أعدادهم"ارتفعت في الفترة الأخيرة بنسبة 27 في المئة و49 في المئة على التوالي". واعتبر ان السياح"أدركوا ان الحكومة المصرية تولي أمنهم أولوية كبرى". وأعلن وزير السياحة المصري ان عدد السياح الذين زاروا مصر في 2005 بلغ 8.103.609 سياح، منهم 6.829.397 من الأجانب، و 1.374.212 سائحاً عربياً". السائح العربي واضاف ان الإستثمارات الإماراتية في قطاع السياحة المصري"تجاوزت 6بلايين جنيه مصري"، متوقعاً ان"تتضاعف هذه الاستثمارات في الفترة المقبلة مع دخول شركات إماراتية عملاقة وأصحاب رؤوس أموال كبار الى السوق المصرية". وكشف عن مشروع سياحي كبير"ستنفذه شركة"دبي القابضة"في منطقة رأس الحكمة في الساحل الشمالي المصري، على مساحة 100مليون متر مربع، ويضم فنادق ومارينا وإستوديوات وفيلات سكنية ومراكز للتسوق السياحي وجامعات ومدارس ومستشفيات. وعدد جرانة العوامل التي أدت الى تضاعف عدد السياح العرب وتتمثل بانتعاش الأداء الاقتصادي في دول الخليج العربي بعد ارتفاع أسعارالنفط، والمضايقات التى يواجهها السياح العرب في الحصول على تأشيرات لزيارة الدول الأوروبية وأميركا بعد أحداث 11أيلول سبتمبر، وتنوع الوجهات السياحية وتحسن الخدمات التى تقدمها مصر للسياح العرب، فضلاً عن انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار". ولفت الى ان وزارة السياحة"تحدث تغييرات في خططها الترويجية لجذب أكبر عدد من السياح العرب". وأوضح أن بلاده اتخذت في الآونة الأخيرة"إجراءات غير مسبوقة لجذب الإستثمارات العربية إلى قطاعي السياحة والعقارات، كما نفذت 49 مشروعاً شملت فنادق ومارينا بكلفة نحو 1.6 بليون جنيه في الشهور الماضية". وأكد ان الحكومة المصرية"تستهدف افتتاح 600 فندق جديد ليصل عدد الفنادق إلى 1800، إضافة إلى توفير 150 ألف غرفة في السنوات العشر المقبلة ليرتفع عدد الغرف إلى 310 آلاف". ولفت الى ان ليبيا"تأتي في المرتبة الأولى لجهة أعداد السياح العرب إلى مصر، تليها السعودية وفلسطين والسودان، وتتفاوت الليالي السياحية لهم بين 8 و10 ليال، كما نظمت 85 مليون ليلة سياحية في مصر العام الماضي". وأكد أن قطاع السياحة المصري يشهد في عهد وزارته"تغييراً جذرياً، يتركز في رفع مستوى وعي الشعب المصري لأهمية السياحة بالنسبة الى الدخل القومي". وأشار الى ان الوزارة "أطلقت أخيراً الحملة الوطنية لرفع الوعي السياحي في مصر بعنوان"السياحة خير لبلدنا"بكلفة تبلغ 100 مليون جنيه. وستنظم دورات تثقيفية للعاملين في المطارات لحسن التعامل معهم. كما تنفذ مشروعاً للجودة في الفنادق لإيجاد"رقابة مشددة"على أسعار الخدمات، والتأكد من مراعاتها الشروط الصحية، غطيت 90 في المئة منها العام الماضي.