واجه وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد استجوابات قاسية اثناء كلمة عاصفة في اتلانتا أول من أمس، وقاطع معارضون للحرب على العراق كلمة رامسفيلد في المركز الجنوبي للدراسات الدولية في اتلانتا الأميركية مرتين في بداية خطابه، ورفعت امرأة لافتة كتب عليها"مرتكب جرائم حرب"، فأخرجها عناصر جهاز الامن من القاعة. وبعد دقائق، قاطعت متظاهرة أخرى خطاب وزير الدفاع الأميركي وهي تطلق صيحات، ثم اخرجت من القاعة. ووقف رجل وبقي واقفاً في وسط القاعة، وقد أدار ظهره الى رامسفيلد، فيما اتهمه محلل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي بالكذب المستمر حتى حرب العراق. فخلال الاسئلة والاجوبة التي تلت خطاب الوزير الأميركي، تهجم المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي اي راي ماكغفرن على رامسفيلد واتهمه بالكذب قائلاً:"أطلب منك ان تكون صريحاً مع الشعب الاميركي. لماذا كذبت لتقحمنا في حرب لم تكن ضرورية وسببت كل أنواع الخسائر. لماذا؟". ونفى رامسفيلد تهمة الكذب. وقال ان ادارة الرئيس جورج بوش أعطت"رأياً أميناً"بأن العراق قبل الحرب كان يملك اسلحة دمار شامل. وقال رامسفيلد:"أولا وقبل كل شيء أنا لم أكذب. وكولن باول لم يكذب. لقد امضى باول اسابيع مع موظفي وكالة الاستخبارات المركزية لتحضير عرض كان يعتبره دقيقاً. وانا اعرف ذلك. وقدمه في الاممالمتحدة". واضاف:"لا انتمي الى عالم الاستخبارات. لقد اعطوا العالم وجهة نظرهم بنزاهة تامة. ويبدو انه لم يكن في العراق اسلحة دمار شامل". ورد راي، الذي عمل لمدة 27 عاماً محللاً مع ال"سي آي اي":"كنت تقول انك تعرف اين هي". فأجاب رامسفيلد:"لا، قلت انني كنت أعرف أين هي المواقع المشبوهة". واضاف:"ظننا انه صدام حسين كان يملك تلك الاسلحة". وقال ماكغفرن:"قلت انك تعلم أين هي. قرب تكريت وقرب بغداد والى الشمال والشرق والغرب من هناك. هذه كانت كلماتك". واضاف:"إنني أريد إجابة أمينة". وقال وهو يشير الى تأكيدات الادارة الاميركية عن العلاقات قبل الحرب بين العراق وتنظيم"القاعدة"بزعامة اسامة بن لادن:"اننا نتحدث عن أكاذيب". يذكر انه بعد نحو 10 أيام على اندلاع الحرب في 30 آذار مارس عام 2003 سئل رامسفيلد في احد برامج شبكة تلفزيون"ايه بي سي"الاميركية عما اذا كان يرى من الغريب عدم عثور القوات الاميركية حتى الآن على اسلحة دمار شامل، ورد رامسفيلد:"لا على الاطلاق"مضيفاً:"هل تعلم أين هي؟ انها في المنطقة المحيطة بتكريت وبغداد والى الشرق والغرب والجنوب والشمال في مكان ما". وكان رامسفيلد أكد في 20 كانون الثاني يناير 2003 ان حكومة صدام"تملك مخزونات كبيرة لا يعرف مصيرها من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية من بينها غازات في اكس والسارين والخردل وجرثومة الجمرة الخبيثة وبكتيريا التسمم البوتيوليني وربما الجدري، بالاضافة الى برنامج نشط لامتلاك أو تطوير اسلحة نووية". وتعرض رامسفيلد في الاسابيع الاخيرة لانتقادات حادة من جنرالات اميركيين متقاعدين اتهموه بأنه المسؤول عن الاخطاء التي ترتكب في العراق وطالبوا باستقالته، واتهموه بارتكاب اخطاء استراتيجية في العراق وتجاهل نصيحة العسكريين، ورفضه قبول الآراء المخالفة لرأيه. وعبر الرئيس الاميركي عن تأييده القوي لرامسفيلد ورفض رفضاً قاطعا فكرة استقالته، مؤكداً انه يقوم"بعمل جيد".