بدأت ترتسم ملامح توافق بين الدول الكبرى حول كيفية التعامل مع المخاوف التي تثيرها تطلعات إيران النووية، خلال مناقشة كبار الديبلوماسيين من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، زائداً ألمانيا، خطتهم للحوافز والعقوبات عبر مشاورات هاتفية أمس. راجع ص7 وفي وقت أكد الناطق باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين الهام أن بلاده ستواصل العمل لتخصيب اليورانيوم، أعلن وزير الخارجية منوشهر متقي ان ايران سترفض أي حوافز جديدة يقدمها الاتحاد الأوروبي لا تعترف بحقها في تطوير الطاقة النووية على أرضها، فيما كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد"الستة الكبار"لإعطاء ضمانات لطهران تشمل احترام حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، في حال قدمت إجابات وافية عن الأسئلة العالقة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول البرامج النووية. وأشار لافروف إلى"مكاسب"لإيران على الصعيدين الدولي والإقليمي، إذا أبدت استعداداً للتعاون مع الجهود الدولية المبذولة لحل أزمة الملف النووي. وقال إن المطلوب من الإيرانيين هو"تبديد قلق المجتمع الدولي من نياتهم"، كاشفاً مشاورات تجرى بين أطراف"مجموعة الست"فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين والولاياتالمتحدة للتوصل إلى صيغة مشتركة، وصفها بأنها ستكون"مبدأ لاستئناف المفاوضات مع الإيرانيين". ولفت إلى دعم بلاده جهود الترويكا الساعية إلى"توفير أجواء مناسبة للعودة إلى طاولة المفاوضات". وأشار إلى أن بكينوواشنطن"تؤيدان أيضاً هذا التوجه"، موضحاً ان المشاورات الجارية تهدف إلى الخروج ب"اقتراحات محددة"تشكل"أساساً لاستئناف المفاوضات مع طهران، وستعرض على الإيرانيين للتشاور". واللافت ان لافروف ضمّن حديثه إغراءات للجانب الإيراني. وأوضحت مصادر برلمانية روسية ل"الحياة"أن الضمانات التي تطرق إليها الوزير يمكن ان تصاغ ضمن اتفاق نهائي لتأمين حاجات إيران من الوقود النووي، يشمل طرح المبادرة الروسية لتأسيس مركز مشترك روسي - إيراني لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية. في النمسا، أفادت مصادر ديبلوماسية ان وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائداً ألمانيا، يعدّون لاجتماع في فيينا الخميس على الأرجح، لمناقشة صفقة تقترحها على إيران للتخلي عن برنامجها النووي، فيما اعتبر المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر في برلين ان إيران"يجب أن ترى مزايا في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية، من تعاونها إذا كنا نريد حل الأزمة النووية". في غضون ذلك، قال سادات حسيني رئيس قسم الهندسة في المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية إن بلاده تعمل لإنجاز عملية الانصهار النووي و"تتنافس"مع الأسرة الدولية في جهودها للتمكن من هذه التكنولوجيا. وتابع:"التجربة الأولى للانصهار النووي أُجريت قبل خمس سنوات. والعلماء الإيرانيون ينافسون سواهم في العالم المعاصر في مجال إنتاج الطاقة الذرية بواسطة الانصهار النووي". لكن مصدراً في المنظمة قلل من أهمية هذه التصريحات، مؤكداً أن العمل في هذا المجال ما زال"في مرحلة البحث". جاء ذلك بينما رجح ديبلوماسيون أن تكون إيران أبطأت عجلة إنتاج الوقود النووي، في إطار استراتيجية متعمدة لخفض التوتر مع الغرب، وربما تحقيق بعض الانفتاح لمشاركة مباشرة من واشنطن في المفاوضات، وهو أمر يرفضه الرئيس جورج بوش. تزامن ذلك مع تقرير أفاد أن البنتاغون يخطط لنشر نسخة جديدة من صاروخ"ترايدنت 2"غير النووي، والذي يطلق من الغواصات، يمكن استخدامه لضرب معسكرات"إرهابيين"، ومواقع صواريخ للأعداء ومخابئ مشتبه فيها لأسلحة بيولوجية أو كيماوية وغيرها من التهديدات الملحة، بحسب تأكيد مسؤولين عسكريين. وعند نشره، سيكون هذا الصاروخ السلاح غير النووي الوحيد المصمم لشن ضربات سريعة ضد أهداف على بعد آلاف الأميال، ويمكن أن يضيف إلى الولاياتالمتحدة خياراً عند النظر في ضربات وقائية.