استبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير"الأمان، اذا لم تتغير ايران"معتبراً انها"تشكل تهديداً للأمن الدولي"، وذلك غداة محادثاته مع الرئيس الأميركي جورج بوش الذي رمى"الكرة"في ملعب الإيرانيين، مذكراً بعزمه على تسوية أزمة الملف النووي الإيراني عبر الطرق الديبلوماسية، مع إبقاء"كل الخيارات مفتوحة". وردّ الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني امس، داعياً بوش وبلير إلى"التعقل"، فيما لوحت طهران بالرد على مصدر اي هجوم عليها. راجع ص7 وعشية توجه وفد روسي رفيع المستوى الى طهران، اعلن وزير الدفاع سيرغي إيفانوف أن بلاده ستحترم عقداً يقضي ببيع إيران صواريخ معترضة للصواريخ القصيرة المدى من طراز"تور- أم 1"،"إلا في حال وجود ظروف قاهرة". وأوضح أن"عقد تسليم الأنظمة الدفاعية الأرضية وقع وتنفيذه يستغرق بعض الوقت"، مؤكداً أن هذه الصواريخ لن تستخدمها مجموعات إرهابية، ومشيراً إلى أن روسيا"ليست المصدر الرئيسي للأسلحة في منطقتي الشرق الأوسط والأدنى". وفي وقت تحاول الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا زائداً ألمانيا، الاتفاق على مجموعة من الحوافز والعقوبات المحتملة لإقناع إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم، قال بلير:"إن على الايرانيين أن يدركوا أن ما تقوله المجموعة الدولية حازم وواضح". وأضاف في خطاب ألقاه في جامعة جورجتاون امس، أن إيران تشكل تهديداً للأمن الدولي بسياستها الحالية، و"إذا لم تتغير، لن نكون آمنين". وأكد أن الغرض ليس إحداث تغيير بالقوة في طهران، بل العمل لضم دول وأطراف في الاتحاد الأوروبي الى الجهود لوقف التخصيب الايراني، بالتعاون مع الولاياتالمتحدة. جاء ذلك غداة تأييد بلير موقف بوش الذي قال إن"الإيرانيين غادروا طاولة المفاوضات، اتخذوا القرار، والكرة في ملعبهم"، مضيفاً:"عليهم التوقف عن برنامجهم النووي من اجل مصلحة العالم". وتابع بوش:"أحد أهدافنا هو إقناع آخرين في العالم بأن إيران مزودة سلاحاً نووياً ستكون خطرة جداً". وتحدث عن السعي الى اقناعها بالتوقف عن التخصيب"بالوسائل الديبلوماسية"، وزاد:"لكن كل الخيارات مفتوحة"، موضحاً:"إذا أرادوا الايرانيون أن يكونوا معزولين عن العالم، سنعمل على ذلك". وخلال زيارته بغداد امس، استبعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي مواجهة مع الولاياتالمتحدة على خلفية الملف النووي، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده سترد بالمثل على أي هجوم من أميركا. وقال:"لا نرى أن أميركا في موقع يمكّنها من خلق أزمة لدافعي الضرائب الأميركيين، كما يعلمون انهم في الأزمات السابقة التي افتعلوها كانوا المنهزمين الأوائل". وأضاف محذراً الاميركيين من أنهم"في حال أقدموا على ضرب ايران من مكان ما، سيتلقون الضربة في ذلك المكان بالذات"، وهو ما أكده قائد"الحرس الثوري"الإيراني الجنرال يحيى رحيم صفوي بقوله إن أي"تدخل في شؤون إيران أو أي هجوم على أراضيها"سيتم"التصدي له في صورة غير متوقعة"، مشدداً على"هشاشة القوات المعادية في المنطقة". وقال رفسنجاني في خطبة صلاة الجمعة:"ما زلنا نتوقع من القادة الذين يسعون إلى السيطرة على العالم أن يتعقلوا، وألا يتسببوا بالفوضى والعنف في منطقتنا". واضاف، في إشارة إلى تصريحات بوش وبلير اللذين اعترفا بارتكاب"أخطاء"في العراق:"ستقدمان الاعترافات ذاتها بالنسبة الى إيران. ستدركان أخطاءكما". وفي موسكو، أذيع ان رئيس مجلس الامن القومي الروسي ايغور ايفانوف يزور اليوم طهران للدفاع عن مصالح موسكو في الازمة النووية الايرانية، واطلاع الايرانيين على الاقتراحات الاخيرة التي جرت وراء الكواليس لمعرفة موقفهم قبل انعقاد اجتماع الاسبوع المقبل. وسيلتقي ايفانوف كبير مسؤولي البرنامج النووي الايراني علي لاريجاني.