طالب خطباء وائمة المساجد والجوامع الشيعية والسنية في العراق امس حكومة نوري المالكي العمل لايجاد"حلول ملائمة للمشاكل الكبيرة التي يعاني منها العراقيون لا سيما في مجالات الأمن والخدمات". وشدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على جدولة انسحاب القوات الاميركية وتأهيل الخدمات الاساسية وفتح تحقيق جدي في حادثتي تفجيرات سامراء واقتحام حسينية المصطفى في حي اور. وأكد خلال خطبة الجمعة في مسجد الكوفة حيث ظهر للمرة الأولى منذ شهور، ان"مطلب انسحاب قوات الاحتلال من العراق بات شعبياً، طالبت به المرجعيات الدينية في البلاد على اختلاف مذاهبها"، داعياً الحكومة والمجلس النيابي الى"السعي الجاد والحقيقي لاخراج القوات الاميركية بجدولة زمنية موضوعية". وطالب الرئيس جورج بوش ب"الامتثال لإرادة الشعب العراقي"، متوعداً ب"محاسبة كل جندي اميركي اعتدى على المدنيين والاسرى في المدن ودور العبادة وغيرها"، معتبراً ان"خروج القوات سينهي حقبة سوداء سببتها اميركا في العالم كله لا في العراق وحده". وقال ان على الحكومة العراقية"ترميم حياة العراقيين وتخليصهم من ترسبات الحقبة الماضية". من خلال العمل من أجل"الاستقلال واستعادة السيادة، والاستماع الى نصائح المرجعية العليا، ومعالجة الملف الأمني، والحفاظ على وحدة الشعب...". وفي كربلاء 110 كلم جنوببغداد دعا عبد المهدي السلامي الكربلائي، ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني المالكي إلى أن يكون"حازماً في اختيار الشخصيات التي تتولى مواقع مهمة ولا يتردد في مكافحة الفساد". واشار الى أن بعض الجهات لم يكن دقيقاً"في عملية اختيار من رشحهم، بل كان المعيار في الاختيار من يكون أكثر ولاء". مضيفاً:"وحينما يظهر فساده يكون من الصعب اقصاؤه. انه يمثل جهة سياسية". وناشد الكربلائي رئيس الوزراء"وضع علاج سريع وعدم التردد في مكافحة فساد أي شخص كان". كما طالب"العشائر العراقية في المنطقة الغربية بالمساعدة في اطلاق الرياضيين الذين خطفتهم مجموعة مسلحة مجهولة". ودعاها سنة وشيعة الى"عقد مؤتمر عشائري وطني لوضع آلية للتعاون والتنسيق لتفعيل دورها الوطني لوضع حد لعمليات القتل والخطف التي اصبحت تنفذ على الهوية". في بغداد طالب محمد الصافي، مبعوث الشيخ آية الله محمد اليعقوبي ب"منح الفرصة لحكومة المالكي لاثبات وجودها في ملفي الخدمات والأمن". وقال ان"اطلاق الاحكام عليها في الوقت الحالي أمر غير صحيح". وحض وزير التربية على مراعاة الوضع الأمني وعدم نقل الطلاب الى"مناطق ساخنة لتأدية امتحاناتهم النهائية". وفي البصرة 600 كلم جنوببغداد اغلقت المساجد السنية أبوابها احتجاجاً على مقتل الشيخ وفيق موسى الحمداني، إمام وخطيب مسجد الكواز، أحد أقدم المساجد السنية في المدينة، الذي اغتاله مسلحون مجهولون مع ولده خلال خروجهما لتأدية صلاة الجمعة امس. واصدر الوقف السني بياناً انتقد فيه تصاعد"حملة الاغتيالات والتهجير ضد أهل السنة الذين لهم وجودهم وتاريخهم العريق في البصرة"، واعلن إغلاق المساجد البالغ عددها 170 في المدينة"اعتباراً من الجمعة أمس والى إشعار آخر". وناشد رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومحافظة البصرة استخدام"الوسائل المتاحة لإعادة الأمن الى المدينة التي تعاني فوضى عارمة". وفي جامع أم القرى طالب الشيخ محمود الصميدعي المالكي بالتدخل"لوقف عمليات التعذيب في السجون، وعمليات الخطف والقتل الطائفي"، داعياً الى"توحيد الصفوف"وطالب"المرجعيات الساكتة"بقول"الكلمة النهائية في ما يحدث في البلاد"، داعياً الى ايجاد"صيغة للتعاون بين المرجعيات السياسية والدينية والعشائرية لإيجاد حلول ملائمة للوضع".