عززت الميليشيات المتناحرة مواقعها في العاصمة الصومالية مقديشو، أمس، بعد يوم من اندلاع المواجهات الأعنف بينها منذ سنوات. وقال شهود إن مقاتلي"المحاكم الإسلامية"و"تحالف إرساء السلم ومناهضة الإرهاب"المدعوم من الولاياتالمتحدة، يستعدون لاستئناف القتال في مناطق جديدة من المدينة. وفر مئات السكان من مساكنهم خشية وقوعهم ضحايا نيران الأطراف المتحاربة، فيما لزم آخرون منازلهم، بعد دوي إطلاق نيران متقطع في أنحاء العاصمة. وأغلق بعض المتاجر أبوابه، كما ظلت شوارع مقديشو خالية. وسيطر الإسلاميون على حي"كاي 4"الرئيسي في جنوب مقديشو الذي كان مسرحاً لأعنف المعارك في اليومين الماضيين. وقال أحد سكان الحي مومي إبراهيم:"حصلت تحركات كبيرة للقوات خلال الليل. إنهم يستعدون"لمعارك جديدة. وقال ساكن آخر في الحي نفسه يدعى فرحان جوري:"لقد تعطلت الأعمال. فضّل عدد كبير جداً من الناس البقاء في منازلهم... وباتت الشوارع مهجورة". وقال جوري:"ميليشيا المحاكم الإسلامية أصبحت لها اليد العليا في القتال في المنطقة والمناطق المحيطة بها. إنها تسيطر أيضاً على الشمال. تم طرد تحالف زعماء الحرب من وسط المدينة غير أن الناس يخشون حدوث مزيد من الاشتباكات". وشوهدت في شوارع مقديشو، أمس، شاحنات محملة أسلحة ثقيلة ومعدات، يقودها عناصر من الجانبين. غير أن شهوداً أكدوا تقدم الميليشيات الإسلامية داخل العاصمة. ودعّم مقاتلو"المحاكم"مواقعهم ببناء سواتر دفاعية في الأماكن التي سيطروا عليها، لتفادي هجمات مضادة قد يشنها"التحالف". وسيّر الإسلاميون دوريات في الشوارع المزدحمة عادة، على متن شاحنات مكشوفة تعلوها مدافع رشاشة ثقيلة. وبعد أكثر من أسبوع من الهدوء، تجددت المعارك بالأسلحة الثقيلة الاربعاء الماضي في مقديشو بين ميليشيات"المحاكم الاسلامية"التي تشتبه استخبارات غربية بأنها تؤوي عناصر من"القاعدة"، وقوات"التحالف"الذي يضم زعماء حرب ورجال أعمال، تدعمهم مالياً الولاياتالمتحدة، في إطار مكافحة الإرهاب. وقال عضو اتحاد الأطباء الصوماليين الدكتور عبدي إبراهيم جيا إن عدد ضحايا الاشتباكات التي شهدتها المدينة أول من امس ارتفع إلى 60 قتيلاً و150 جريحاً.