أحتاج الى أعجوبة حقيقية لأفوز في الانتخابات التشريعية في 21 الجاري"، تقول الشاعرة نيشي ياشين، المرشحة القبرصية - التركية الاولى في انتخابات الشطر اليوناني من قبرص. وتعول نيشي على رمزية ترشيحها. وتقول المرأة ذات السابعة والاربعين:"إذا صوّت القبارصة اليونانيون لي، فهذا يعني أنهم يؤيدون التعايش وتقاسم السلطة مع القبارصة الاتراك". وتعيش نيشي منذ قرابة عشر سنوات في الشطر اليوناني من الجزيرة. وهذا يعتبره بعضهم ضرباً من الجنون، فيما يراه آخرون"خيانة". وأما هي، فترى البلد واحداً. وولدت الشاعرة في بلدة مختلطة قرب الحدود الحالية. وفي 1963 اضطرت عائلتها الى الرحيل. وبعد وقت قليل، اعترض جنود يونانيون والدتها الحامل، وهي في طريقها الى العيادة، وأجبرت على الولادة تحت التهديد. فأطلقت على ابنها اسم"سافاش"، ويعني"حرب". ثم في 1972، سمت مولودتها الجديدة، وهي أخت نيشي الصغرى، باريش، أي"سلام". وبعد عامين اجتاحت القوات التركية شمال قبرص."كان ينبغي ان نكون سعداء لأن الجيش التركي أنقذنا، ولكن شيئاً ما منع عني هذا الشعور". ولكنها لم تستطع يوماً مقاومة فضولها الى معرفة ماذا تخبئ الجهة الاخرى. فتسللت مرتين، عبر الحدود، على أمل أن توقفها الشرطة، وتتكلم على الحادثة. ولكنها عادت، وسلكت الطريق السوي في الوقت الراهن، وهو طريق اسطنبول، فأثينا فلارناكا،"أي ثلاثة مطارات لاجتياز عشرة أمتار"، على ما تروي. ولم تستقر الا في 1997. فدرست الأدب التركي في جامعة قبرص. وهي خطوة سلطت عليها اضواء الاعلام، فلاكت سمعتها، وباعثها على غشيان عالم السياسة هو رفض القبارصة اليونانيين توحيد الجزيرة، في استفتاء أجري في 24 نيسان أبريل 2004. ويدعم نيشي الديموقراطيون وهم"حزب يساري صغير، ولكنه شجاع ويؤيد الوحدة". وتقول:"بعض السياسيين يجيرون النزاع لمصلحتهم. فإذا حلت المسألة خسروا تجارتهم". وفي انتظار جلاء الأمور، تؤيد نيشي جلاء الجيش التركي عن الجزيرة."وكل الجيوش الأخرى فيشعر القبارصة الاتراك بالأمان". عن صامويل ماليبو ،" ليبيراسيون "الفرنسية ، 19/5/2006