أدلى القبارصة اليونانيون بأصواتهم أمس، في الانتخابات الاشتراعية الأولى التي تجرى منذ رفضهم في نيسان أبريل 2004 خطة اقترحتها الأممالمتحدة لإعادة توحيد الجزيرة، ما جمد المفاوضات كلياً بين جمهورية قبرص المعترف بها دولياً والتي انضمت الى الاتحاد الأوروبي في أيار مايو من العام ذاته، و"جمهورية شمال قبرص التركية"التي اعلنت من جانب واحد ولا تعترف بها الا أنقرة. ودعا الرئيس القبرصي تاسوس بابادوبولوس الذي تزعم حزبه"ديكو"يمين الوسط حملة رفض خطة إعادة توحيد الجزيرة"جميع المواطنين الى التصويت وممارسة حقهم". ورداً على سؤال طرحه صحافيون قبارصة أتراك حول احتمال إجراء"تغييرات كبيرة"في الحكومة القبرصية اليونانية، في شأن تسوية وضع الجزيرة بعد الانتخابات، قال بابادوبولوس:"لا يوجد أي سبب للتغيير". ورجح استطلاع للرأي اجري في 14 من الشهر الجاري زيادة حزب"ديكو"عدد نوابه من 9 الى 12 من أصل 56، ما يرسخ شعبية قيادة الرئيس بابادوبولوس التي تسعى لانتزاع تنازلات من تركيا في المفاوضات الخاصة بنيلها عضوية الاتحاد الأوروبي. لكن حزب"ديكو"يبقى بحسب الاستطلاعات في المرتبة الثالثة بعد الحزب الشيوعي"اكيل"الأقوى الذي يشغل 20 مقعداً في البرلمان حالياً، والحزب اليميني المعارض"ديسي"19 مقعداً. وكان اولي رين المفوض الأوروبي لشؤون التوسعة، دعا الجمعة الماضي الأسرة الدولية الى استخدام"نافذة الفرص"التي ستفتح في قبرص بعد الانتخابات لتحريك عملية إعادة توحيد الجزيرة. وقال:"يجب ان نبدأ العمل بنشاط اكبر، ونطالب الأممالمتحدة باستئناف المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق شامل"، علماً ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اتفق في أعقاب لقائه الرئيس بابادوبولوس في باريس في شباط فبراير الماضي على أن أي تحريك للمفاوضات"يجب ان يحصل في الوقت المناسب ويستند الى إعداد دقيق". ويشارك في الانتخابات، للمرة الأولى منذ عشرات الأعوام، 270 ناخباً قبرصياًتركياً يقيمون في الشطر الجنوبي من الجزيرة، الى جانب 470 ألف ناخب قبرصي يوناني بفضل تعديل دستوري أجري أخيراً. كما ترشحت قبرصية تركية هي الشاعرة نيشي ياسين المقيمة في جنوب الجزيرة، للمرة الأولى الى الانتخابات منذ 1963. وهي انضمت الى حزب الديموقراطيين الموحدين الذين يؤيدون إعادة توحيد الجزيرة. وأعلن لازاروس سافيدس، المسؤول عن تنظيم الانتخابات، ان عدد المقترعين وصل منتصف اليوم الانتخابي الى 48 في المئة من الناخبين المسجلين، ما شكل تراجعاً نسبته 8 في المئة مقارنة بالانتخابات الاشتراعية عام 2001.