دخلت الاحداث في الاراضي الفلسطينية مرحلة جديدة باعلان مصدر أمني فلسطيني احباط محاولة لاغتيال مدير عام الأمن الداخلي العميد رشيد أبو شباك أمس، وبعد صدور بيان عن"تنظيم القاعدة - ولاية فلسطين"يتبنى المسؤولية عن محاولة اغتيال مدير المخابرات العامة العميد طارق أبو رجب ويهدد باغتيال الوزير السابق محمد دحلان. ويوماً بعد يوم تتسع دائرة العنف والعنف المضاد في قطاع غزة، وتزداد اعداد المشاركين فيها من جماعات وأفراد بما يهدد بنشوب حرب أهلية على نطاق واسع، خصوصاً في القطاع الذي أصبحت فيه حركة"حماس"القوة الاولى سياسياً وعسكرياً وجماهيرياً ومالياً. وجاء اعلان مصدر امني في جهاز الامن الوقائي، الذي يقوده عملياً ابو شباك نظراً لشغور منصب مدير الجهاز منذ أشهر، ليصب الزيت على نار تتسع دائرتها بسرعة لافتة. وقال المصدر الامني في تصريح انه"تم اكتشاف عبوة ناسفة كبيرة زرعت على الطريق التي يمر بها موكب ابو شباك في طريقه الى منزله قرب السفارة التونسية في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة. وأضاف ان"العبوة الناسفة تزن 70 كيلوغراماً من المواد المتفجرة والشظايا". ويعتبر أبو شباك عضو المجلس الثوري لحركة"فتح"، احد أهم القادة الامنيين في السلطة الفلسطينية منذ قيامها العام 1994، اذ شغل منصب نائب دحلان في رئاسة جهاز الامن الوقائي الى ان استقال الاخير من منصبه العام 2002 فتولى ابو شباك رئاسة الجهاز. وعينه الرئيس محمود عباس قبل نحو عام مديراً عاماً للأمن الوقائي في الضفة الغربية وقطاع غزة، قبل أن يصدر مرسوماً رئاسياً جديداً في 20 شباط فبراير الماضي بتعيينه مديراً عاماً للأمن الداخلي، ليصبح القائد الفعلي بموجب قانون الخدمة في قوى الأمن الفلسطينية، عن أجهزة وزارة الداخلية الثلاثة: الأمن الوقائي والشرطة والدفاع المدني. ورأت الحكومة الفلسطينية و"حماس"في تعيينه في هذا المنصب نزعاً لصلاحيات وزير الداخلية سعيد صيام الذي شكا اخيراً من أن الاجهزة الامنية لا تنفذ تعليماته. ووصف دحلان في مقابلة مع قناة"دبي"الفضائية محاولة اغتيال أبو شباك بأنها"غير جدية". لكن الناطق باسم حركة"فتح"ماهر مقداد قال ل"الحياة":"اننا نأخذ محاولة اغتيال أبو شباك بجدية مطلقة"، معتبرا ان المحاولة"تتوافق مع مسلسل يسعى الى ازاحة قيادات امنية ورموز وطنية". وقال ان"هناك جهات تحاول ان تطبق اجندات اقصائية ومسح المشروع الوطني وبناء مشروعها برؤية جديدة"، في اشارة الى حركة"حماس"من دون تسميتها. وكشف ان"لدى فتح معلومات عن نية بعض الجهات اغتيال أبو شباك"، موجهاً رسالة تحذير جديدة الى"حماس"من دون ذكرها بالاسم مفادها ان"النار لن تكون في جهة واحدة بل ستصيب الجميع". وجاء الإعلان عن محاولة اغتيال أبو شباك بعد نحو 24 ساعة على محاولة اغتيال ابو رجب أول من أمس من خلال تفجير قنبلة في المصعد الخاص الذي يستخدمه في مقر جهاز المخابرات الحصين في منطقة السودانية شمال غزة. وعلى رغم أن التلميحات الصادرة عن نائب أبو رجب العميد توفيق الطيراوي و"فتح"تشير باصبع الاتهام الى"حماس"، فان المفاجأة كانت اعلان"تنظيم القاعدة في فلسطين"مسؤوليته عن العملية، اذ افاد في بيان انه"بفضل من الله تمكن إخوانكم المجاهدون في تنظيم القاعدة - ولاية فلسطين من الوصول الى مقر عمل المرتد عن دين الاسلام طارق أبو رجب رغم شدة التحصين وتعقيد العملية، وزرع عبوة قنبلة في المصعد الخاص بهذا المرتد الذي طالما لقي المجاهدون التعذيب في سجونه". واضاف ان"المجاهدين تسرعوا في تفجير العبوة، اذ كان من المقرر ان تنفجر بعد اغلاق المصعد ليكون التفجير أكثر تركيزاً وفاعلية ليصاب هذا المرتد وينقل بسرعة إلى أهله بني صهيون ليتلقى العلاج والجوائز القيمة على حرصه على مصلحة بني صهيون والدفاع عنهم". واعتبر ان"هذا العمل المبارك ما هو الا حلقة من سلسلة لاغتيال وانزال العقاب بالمرتدين الكفار ومن اتبعهم"، معلناً ان"كلا من الاسماء الاتية هي محطة اهدافنا المقبلة: محمد دحلان ومحمود عباس وسمير المشهراوي وأبو علي شاهين". واعلن التنظيم"استهجانه ما جاء من استنكار من اخواننا من حماس الذين تعرضوا للتعذيب على أيدي هؤلاء المرتدين عن الاسلام". وقلل مقداد من أهمية هذا البيان والاعلان، وقال انه"لا يوجد تنظيم للقاعدة لدينا قادر على تنفيذ مهام داخل القطاع"، مضيفاً انه"في حال كان هناك في غزة من لهم ارتباط بالقاعدة فانه لا يوجد لهم جسم تنظيمي قادر على تنفيذ مهام"مثل عمليات الاغتيالات وغيرها. وتابع انه"منذ اصدار بيان القاعدة في فلسطين قبل نحو 20 يوماً كنا نعلم أنه سيكون الشماعة التي ستعلق عليها الاغتيالات والتصفيات، سواء اكان ذلك من باب التحليلات او المعلومات التي لدينا".