قال الامين العام ل"الجهاد الاسلامي"الدكتور رمضان عبدالله شلح ل"الحياة"امس ان الوضع الفلسطيني"خطر ولدينا قلق من اشتعال فتنة"في هذه المرحلة التي"نواجه فيها أخطر كارثة منذ النكبة". وتأتي تحذيرات شلح في وقت تشهد فيه الساحة الفلسطينية تصعيداً جديداً بين مؤسسة الرئاسة التابعة ل"فتح"وبين حكومة"حماس"، رأى مسؤول فلسطيني انه في جوهره صراع على قيادة المشروع الفلسطيني، مشيراً الى وجود"مقدمات للحرب الأهلية". راجع ص 4 ورغم الهدوء الحذر الذي خيم على الاراضي الفلسطينية بعد الاشتباكات التي جرت مساء أول من أمس بين"القوة الامنية الخاصة"التي شكلتها"حماس"وبين الشرطة الفلسطينية وأسفرت عن اصابة ثلاثة اشخاص، إلا ان تبادل الاتهامات بين"فتح"و"حماس"تواصل امس وزاد من التوتر القائم. بدا ذلك واضحا في اعلان رئيس الوزراء اسماعيل هنية انه قد يزيد حجم القوة الامنية الجديدة، في وقت طالب الرئيس محمود عباس بفتح تحقيق مع الناطق باسم"حماس"سامي ابو زهري الذي حاول تهريب مبلغ 639 ألف يورو الى قطاع غزة عبر معبر رفح. على خط مواز، اشارت مصادر صحافية اسرائيلية الى"اتصالات غير رسمية"بين مقربين من عباس واولمرت في سبيل الترتيب لعقد لقاء بين الرجلين، في وقت من المقرر ان يعقد عباس لقاء مع وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير"إعمار النقب"شمعون بيريز في شرم الشيخ على هامش اجتماعات منتدى دافوس. ويعزو مراقبون ترجيح كفة الخيار الديبلوماسي الى الاوضاع الساخنة في المناطق الفلسطينية ورفض الادارة الاميركية اعطاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي يزور واشنطن الاسبوع المقبل، موافقتها على خطته لتجميع المستوطنات الكبرى ورسم حدود اسرائيل من جانب واحد. وفي هذا الصدد، قال مسؤول اميركي رفيع المستوى امس ان اولمرت"لا يحمل معه خطة محددة"لتسوية أحادية الجانب يسعى الى اقناع الادارة الاميركية بها. وأوضح في لقاء حضرته"الحياة"ان واشنطن تتوقع من اي مبادرة اسرائيلية ان تكون منسجمة مع"خريطة الطريق"لتسوية نهائية على غرار الانسحاب من قطاع غزة، وان تتلاءم مع رؤية الرئيس جورج بوش لدولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب دولة اسرائيل. في دمشق، قال الدكتور شلح"ان الاميركيين والاسرائيليين يحاولون إحداث انقسام في الساحة الفلسطينية ودفع"حماس"و"فتح"الى الاقتتال الداخلي من خلال الحصار على الشعب الفلسطيني لمعاقبته على اختياره حكومة"حماس". اننا ك"جهاد اسلامي"نسعى مع بقية الفصائل وأطراف أخرى الى تخفيف التوتر ومنع السقوط في الفخ الاسرائيلي والحفاظ على الوحدة الداخلية. لكن الوضع خطر ولدينا قلق من اشتعال فتنة". وتابع الامين العام ل"الجهاد"ان هناك"تصعيدا خطرا من اسرائيل يستهدف كوادر المقاومة، وخطة اولمرت هي تصفية للقضية الفلسطينية. ليست فك ارتباط ولا انسحابا احاديا، انها تهدف الى ضم 50 في المئة من الضفة الغربية للسيطرة على اكثر من 90 في المئة من فلسطين التاريخية بحيث تكون كارثة جديدة اخطر من نكبة 1948، لذلك يجب على ايران والمنطقة ان تتحملا مسؤوليتهما للتصدي لهذا الخطر القادم ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده". وكان الدكتور شلح يتحدث الى"الحياة"بعد لقاء وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في مقر السفارة الايرانية في دمشق ليل الخميس - الجمعة. وعقد متقي ايضا لقاء منفردا مع كل من رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل والامين العام ل"حزب الله"حسن نصرالله، قبل ان يعقد لقاء موسعا مع قادة المنظمات الفلسطينية المعارضة. وقال ل"الحياة"مسؤول فلسطيني شارك في لقاءات موسعة مع متقي امس:"هناك مقدمات لحرب اهلية. ان حماس وفتح تجيشان المسلحين. ما نرى هو صراع على الصلاحيات، لكن واقع الحال ان ما يحصل هو صراع على جوهر المشروع الفلسطيني: من يقوده؟ ومن له منزل"الصدارة؟".