تحول إطلاق النار على المكسيكيين الذين يتسللون عبر الحدود مع الولاياتالمتحدة، الى لعبة فيديو جديدة تروج عبر شبكة الإنترنت، في وقت يحتدم الجدال حول الهجرة وحقوق العمال ذوي الأصل اللاتيني. وتعلن لعبة"دورية الحدود"على خلفية ألوان العلم المكسيكي، الأبيض والأخضر والأحمر، عن"هدف واحد وبسيط: لا تدعوهم يدخلون بأي ثمن". وتدور اللعبة في صحراء تنتشر فيها نباتات صبار"الكاكتس"، حيث ينفذ اللاعب مهمة حارس حدود يستخدم بندقيته لقتل اكبر عدد من المتسللين، من دون ان يميز بين الرجال والنساء الحوامل والأطفال. ويمر أمام اللاعب خلال ثوانٍ قليلة 88 متسللاً يطلق عليهم اسم"أصحاب الظهور المبتلة"لانهم يعبرون سباحة نهر ريو غراندي الذي يفصل بين المكسيك وولاية تكساس. وغالباً ما يستخدم الرقم 88 في أوساط حليقي الرؤوس للدلالة على حرفي"اتش اتش"بالإنكليزية، اختصاراً للتحية النازية"هايل هتلر". وتظهر على الحدود يافطة"أهلاً بكم في الولاياتالمتحدة"، فوق العلم الأميركي، وسهم يشير الى اتجاه"مكتب الأعمال الاجتماعية". وتظهر جملة ساخرة"حسناً باكو، حصلت على بطاقتك الخضراء؟"، لإعلان انتهاء اللعبة، علماً أن"باكو"هو الاسم الذي يطلق على المتسللين اللاتينيين، أما البطاقة الخضراء للإقامة في الولاياتالمتحدة فتتطلب سلسلة من الإجراءات الطويلة والصعبة. وأوضحت غابرييلا ليموس، من رابطة المواطنين الأميركيين اللاتينيين المتحدين أن مصممي اللعبة لم يقدموا المكسيكيين باعتبارهم مهربي مخدرات فقط وبالتالي مجرمين، بل استهدفوا أناساً أبرياء، مثل الحوامل وطفليها". وأضافت أن مثل هذه الألعاب"تحوّل الإنسان إلى شئ، تنزع عنه إنسانيته، وهي تحض على الكراهية والحقد". ويرى بيتر فورديرر، استاذ علم الاتصالات وعلم النفس في جامعة لوس انجليس، في ولاية كاليفورنيا غرب ان"دورية الحدود"تنشر"العنصرية"، ووصف اللعبة بأنها"تثير الاشمئزاز بعد متابعتها عشر دقائق". يوم"بلا مهاجرين" ويأتي ذلك بينما امتنع ملايين المهاجرين في الولاياتالمتحدة عن العمل والدراسة امس، للمشاركة في مسيرات دعت الى اصلاح شامل لقوانين الهجرة في أميركا. وشكل الاقبال الضخم في المسيرات الاحتجاجات الاكبر حجماً في الولاياتالمتحدة منذ فترة الحقوق المدنية في الستينات من القرن العشرين، في محاولة للضغط على الرئيس جورج بوش والكونغرس من اجل تشريع اقامة حوالى 12 مليون مهاجر غير شرعيين في الولاياتالمتحدة. وتثير قضية الهجرة انقسامات في الكونغرس والحزب الجمهوري والرأي العام، اذ يرفض المهاجرون غير الشرعيين وصف المحافظين اياهم بأنهم"مجرمون"، ومطالبتهم الادارة ببناء جدار لمنع تسللهم على طول الحدود مع المكسيك، بينما يرى آخرون بينهم الرئيس بوش ان تطبيق برنامج"العامل الضيف"سيسمح بنيلهم حقوق المواطنة. ويتفق معظم المسؤولين على الحاجة الى اصلاحات من اجل منع تدفق المهاجرين الفقراء على الدول صاحبة الاقتصاد الأكثر ازدهاراً في العالم. وقال خوان خوسيه جوتيريس، مدير الحركة اللاتينية في الولاياتالمتحدة:"كلنا خاسرون اذا واصلنا هذه اللعبة البغيضة التي ندين من خلالها قطاعاً من المجتمع يعيش ويعمل في ظروف اشبه بالرقيق في هذا العصر". وطالب منظمو المقاطعة بمنح الحصانة والجنسية للمهاجرين. وشكلت"المقاطعة الكبرى لأول أيارمايو... يوم بلا مهاجرين"استكمالاً لتظاهرات شارك فيها مئات آلاف المهاجرين وأنصارهم في أنحاء الولاياتالمتحدة في 10 نيسان أبريل الماضي، احتجاجاً على مشروع قانون مرره مجلس النواب دعا الى معاقبة الذي يساعدون المهاجرين غير الشرعيين، واقر بناء جدار يمتد على طول معظم الحدود الأميركية - المكسيكية. وتعثر مشروع رعاه الحزبان الجمهوري والديموقراطي في مجلس الشيوخ لتعزيز أمن الحدود وفتح الطريق أمام المهاجرين للحصول على المواطنة في نهاية المطاف.