أكدت"هيئة علماء المسلمين"أن"جماعات المقاومة العراقية لن تحاور الحكومة، إلا في خروج القوات الأميركية ونزع اأسلحة الميليشيات الحزبية". وتزامن هذا التصريح مع نفي الناطق باسم"الجيش الاسلامي"، أكبر التنظيمات المسلحة"دخولها المقاومة في مفاوضات لوقف عملياتها ضد القوات المتعددة الجنسية". وكان الرئيس جلال طالباني قال أول من أمس إنه عقد سلسلة اجتماعات مع مندوبين عن الجماعات المسلحة، وان سبعاً منها"يمكن الاتفاق معها بعد استبعاده الحوار مع الزرقاويين والصداميين والتكفيريين". وصرح سياسي سنّي بارز بأن"جيش محمد"هو إحدى هذه الجماعات. ولفت احد قياديي حركة"الوفاق الوطني"التي يتزعمها اياد علاوي وتضم بعثيين سابقين، ان"الحوار جرى مع كبار البعثيين والضباط في النظام السابق وهم بالتأكيد من السنّة". وقال صالح المطلك، زعيم"الجبهة العراقية للحوار الوطني"ل"الحياة"ان"جيش محمد"هو احدى الجماعات التي ذكرها طالباني وكان اجرى معها حوارات لنزع سلاحها. واضاف ان هذا التنظيم"بعثي خالص ولا يضم عناصر سنّية متطرفة"، مؤكداً انه"لا الحكومة ولا القوات الاميركية استطاعت حتى الآن فتح قناة للحوار مع المقاومة المسلحة السنّية كونها تضع شروطاً قبيل دخولها في أي حوار وهي لن تترك عملياتها المسلحة إلا بالخروج الأجنبي". وأكد أحد أعضاء حركة"الوفاق"وهو بعثي سابق رافضاً ذكر اسمه، ل"الحياة"ان"الحوار الذي قصده طالباني هو ذلك الذي جرى مع بعثيين سابقين"قيادات عليا في حزب"البعث"المنحل. وقال إن"الجماعات المسلحة خضعت لسطوة البعثيين الدعم المالي واللوجستي قبل ان تعلن براءتها من حزب البعث". وزاد ان"المقاومة المسلحة تضم عناصرها ثلاث فئات، هي: بعثيون سابقون وضباط وعناصر استخبارات، بالإضافة الى الاسلاميين السنّة"المتطرفين، موضحاً أن المتطرفين لا تسمح لهم أفكارهم الجهادية بالحوار مع الاميركيين، فلم يبق أمام الحكومة إلا سحب البعثيين الذين لا يهدفون الى اخراج الاحتلال بقدر رغبتهم باستعادة مراكزهم لتتحاور معهم وهذا ما جرى بالفعل". لافتاً الى ان"عدم قدرة الحكومة أو حتى القوات الاميركية على التفاوض مع جماعة ابو مصعب الزرقاوي والتنظيمات سببه أن هذه الجماعات لا تريد رحيل الاحتلال، بل تريد تحويل العراق الى ساحة جهادية واستنزاف للقوات الاجنبية". من جانبه، نفى الناطق باسم"الجيش الاسلامي" ابراهيم الشمري مشاركة جماعته في هذه المحادثات، وقال في مقابلة مع قناة"الجزيرة"إن"الخيار العسكري هو السبيل الوحيد لمقارعة المحتل"، مشيراً الى"عدم وجود ثقة لدى المقاومة بالحكومة التي ترتبط بالاحتلال والتدخلات الاقليمية سياسياً وأمنياً". وأكد أن"المشاركة السنّية الواسعة في الحكومة بعد الانتخابات وتقاسم المناصب بين المكونات العراقية جميعها لن تحقق استقراراً امنياً"، وتابع ان"الهدنة التي أعلنتها فصائل المقاومة ابان فترة الانتخابات وفتح المجال للسنّة للوصول الى صناديق الاقتراع ومقاعد البرلمان لا يعني ان العملية السياسية ناضجة وهي لن تنضج سيادياً واستراتيجياً الا بجدولة الانسحاب الاميركي". الى ذلك، أكد عصام الراوي، عضو مجلس شورى"هيئة علماء المسلمين"ل"الحياة"ان"جماعات المقاومة العراقية المسلحة لا تتفاوض مع احد ولا اعتقد بأن أجندتها تسمح بالحوار مع القوات الاميركية ومن يعمل تحت إمرتها إلا بعد تحقيق مطالبها". وقال:"على حد علمي وعلم هيئة العلماء، باعتبارها مرجعية دينية سنّية، ترفض الوجود الأجنبي، فإن أربعة تنظيمات رئيسية لا تحاور الحكومة العراقية". واضاف ان هذه الجماعات التي تعمل"ضمن القاطع السنّي"هي"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"و"جيش المجاهدين"و"حركة المقاومة الوطنية الاسلامية". وزاد:"لا اعتقد بوجود نية لدى قياداتها بتبني الحوار وترك السلاح".