توصلت ستة تنظيمات عراقية مسلحة الى"تفاهم مبدئي"مع الرئيس جلال طالباني لضمان أمنها ، تمهيداً للدخول في مفاوضات مباشرة مع القوات الاميركية مقابل تعهدها التهدئة ومحاربة"الجماعات التكفيرية"، خصوصاً"تنظيم القاعدة"بزعامة ابي مصعب الزرقاوي. أمنياً أثار اعتقال 31 شخصاً وقتل اثنين آخرين في أحد أحياء بغداد موجة استنكار واسعة وسط السُنة واعتبرت"هيئة علماء المسلمين"العملية"تصفية طائفية وعرقية". على صعيد المفاوضات مع الأميركيين علمت"الحياة"من مصادر موثوقة أن"الاتفاق المبدئي"مع طالباني تم بالتنسيق مع مستشاره الأمني الفريق وفيق السامرائي، وبرعاية شيوخ عشائر في مناطق مختلفة، بينهم شيوخ قبيلة الدليم المعروفة في الغرب، وقبيلة البو باز في سامراء، وعشيرة الجنابيين جنوببغداد وصلاح الدين، وعشيرة الجبور في الموصل. وأشارت المصادر الى ان ستة تنظيمات اعلنت استعدادها للتحول إلى"المقاومة العلنية"واعلان اسماء قادتها والدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الاميركي، مقابل ضمانات من طالباني لتوفير مناخ مناسب للحوار، استعداداً لمؤتمر الوفاق الوطني المقرر عقده في بغداد نهاية الشهر المقبل. وأفادت مصادر مقربة من الفصائل المسلحة ان جماعات مثل"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"و"جيش المجاهدين"و"ثوار الانبار"التي اعلنت في وقت سابق هذا الاسبوع وقف تعاونها مع جماعة الزرقاوي قد تكون من بين الستة المعنية بالاتفاق. وكانت"الحياة"انفردت على امتداد الاشهر الخمس الماضية بمتابعة الاتصالات بين الفصائل المسلحة والقوات الاميركية عبر وسطاء، وشهدت أولى بوادرها خلال مؤتمر القاهرة للقوى السياسية العراقية بين 19 و21 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وتؤكد بعض المعلومات ان طالباني يعكف الان على بلورة أفكار للانطلاق بالمفاوضات، خصوصاً أن الاميركيين أبدوا استعداداً للبحث في شروط المسلحين لوقف عملياتهم والانفصال عن"الجماعات التكفيرية"التي يقودها الزرقاوي. من جهة اخرى أثار دهم مسلحين يرتدي بعضهم زي القوات الخاصة لوزارة الداخلية منازل في منطقة الطوبجي السنية في بغداد واعتقال 31 من سكانها وقتل اثنين آخرين أول من أمس، موجة أحتجاجات سياسية ووصفت العملية بأنها"تصفية طائفية وعرقية"، فيما دعا"الحزب الاسلامي"السنة الى استخدام الوسائل المناسبة للدفاع عن أنفسهم. وكان شهود من سكان حي السلام الطوبجي أفادوا أن قوة كبيرة مدججة بالسلاح يرتدي أفرادها زي الداخلية العراقية ويستخدمون آليات وسيارات تابعة لها، اعتقلوا حوالي 31 شخصاً فجر أول من أمس، وأطلقوا النار بكثافة، ما أسفر عن مقتل اثنين من سكان المنطقة، لكن الشرطة نفت سقوط قتلى خلال العملية التي أكدت أنها تهدف الى اعتقال"مجرمين مطلوبين". وأكد"الحزب الاسلامي العراقي"في بيان أن قوة"كبيرة ترتدي عناصرها زي رجال الداخلية الذي أصبح لدى جميع العراقيين يعرف بزي القتل والاجرام، انقضت على الأبرياء في منطقة حي السلام كالذئاب... وقتلوا من قتلوا في باب داره وأمام ذويه، واعتقلوا عشرات منهم، واقتادوهم الى مكان مجهول". وفي بيان منفصل، اعتبرت"هيئة علماء المسلمين"أن قوات"الاحتلال"والحكومة العراقية"لا تزال تتبنى النهج الارهابي في التصفية والتمييز الطائفي والعرقي في مختلف مدن العراق... من غير مراعاة لأدنى الشعارات الزائفة التي ترفعها لحماية الانسان وحقوقه"، مشيرة الى أن قوات وزارة الداخلية قتلت رجلين واعتقلت أكثر من 30 آخرين.