صورة الغلاف تجمع الرئيس الفرنسي الراحل، فرانسوا ميتران الى المستشار الألماني السابق، هيلموت كول، في 1984. وبين دفتي الكتاب 17 فصلاً صاغ فيها الألمان والفرنسيون، للمرة الأولى، رؤية متشابكة للتاريخ. والكتاب هذا هو أول عمل مكتوب يقص حوادث التاريخ الفرنسي - الألماني، ويتوجه الى تلاميذ السنة الثانوية الأخيرة. وهو صدر بعد ثلاثة أعوام من الإعداد وعنوانه"أوروبا والعالم منذ 1945". ويتوج الكتاب سعياً في إحياء الثنائي الألماني - الفرنسي، المترجح بين توثب وقنوط. وولدت فكرة الكتاب مطلع 2003، في اجتماع لبرلمان الشباب الألماني - الفرنسي، ببرلين، حضره المستشار شرودر والرئيس شيراك. ويرمي المشروع الى بلورة تاريخ لأوروبا والعالم، على نحو ما يراه مؤرخون ألمان وفرنسيون، وطبع باللغتين الفرنسية والألمانية، من غير فرق في المضمون. وبدا، على الورق، أي في إقرار مجلس وزاري، الماني وفرنسي مشترك في أيار مايو 2004،"دفتر الشروط"، بدا الأمر بسيطاً، سهل المتناول. وكان على المؤلفين التوفيق بين المنهجين، الفرنسي والألماني. واقتضى ذلك مماشاة الفيديرالية الألمانية، المؤلفة من 16 مقاطعة، نظير هذا العدد من مناهج تدريس التاريخ. وإنجاز الكتب الثلاثة كان باهظ التكلفة، وأبهظتها الخرائط والصور الفوتوغرافية والاخراج الفني. وتحصيل الأكلاف يستدعي بيع أكثر من 20 ألف نسخة من الكتاب. وتولت دار نشر مدرسيتان كبيرتان، هما"ناتان"الفرنسية و"أرنست كليت"الألمانية، انجاز الكتاب. وأنشئ فريق تحرير فرنسي - ألماني من عشرة أساتذة تاريخ. واضطلع بكتابة الفصل من الفصول السبعة عشر استاذ فرنسي واستاذ ألماني، طوال عشرة أشهر من العمل. وعلى خلاف توقعات الجهتين، وقع توافق حتى على مسألة"ذكريات الحرب العالمية الثانية". وتطرق الفصل هذا الى حكومة فيشي الفرنسية المتعاملة مع الاحتلال الالماني، و"الشعور الألماني بالذنب"، على ما شرح غيوم لوكوينتريك أحد منسقي فريق التحرير:"كنا على موقف واحد وفاجأنا كثيراً خلافنا على تقويم دور الولاياتالمتحدة بعد الحرب". فهي على ما يرى الألمان، بطلة الديموقراطية، وراعية تجديد ألمانيا، في حين يراها المؤرخون الفرنسيون قوة عظمى، وتهدد أوروبا بامبرياليتها الثقافية. وفي نهاية المطاف، يقول لوكينتريك، و"بعد مناقشات غنية كثيرة، ووزن كل عبارة، أجمعنا على نص متوازن". عن كاترين رولو، "لوموند" الفرنسية. 6/5/2006