يواجه سكان بغداد الذين يقدر عددهم بأكثر من ستة ملايين نسمة، أزمة خانقة في الكهرباء بسبب خلل فني في إحدى المحطات الرئيسية. وتبلغ ساعات القطع المبرمج، في احسن الاحوال 20 ساعة يومياً في عدد من احياء بغداد بمعدل ساعة كهرباء مقابل خمس ساعات قطع متتالية. وقال مصدر مسؤول في وزارة الكهرباء ان"التوقف شبه التام للتيار في بغداد سببه حصول خلل فني في احدى المحطات الكهربائية الرئيسية". واضاف ان"كوادر الهندسة تعمل على اصلاح الخلل"، معرباً عن أمله في ان"يعود التيار تدريجا الى وضعه الطبيعي". وأكد المسؤول ان"أحد الأسباب الأخرى التي ادت الى تدهور وضع الكهرباء توقف محطة بيجي 200 كلم شمال بسبب العمليات التخريبية التي طاولت الخطوط الرئيسية، بالاضافة الى تهجير أكثر من 200 عائلة". وأشار الى ان"الوزارة تعمل على توفير اكثر من 1000 ميغاواط من خلال تأهيل محطات المسيب والناصرية والدورة وجنوب بغداد والتي يفترض ان تعمل بكامل طاقاتها بعد استكمال عمليات التأهيل التي بدأت في شباط فبراير الماضي وتنتهي في 15 من حزيران يونيو المقبل". وتعرضت الحكومة لانتقادات واسعة بسبب عجزها عن تأمين الكهرباء للعاصمة على رغم مرور ثلاثة اعوام على سقوط نظام صدام. وكتبت صحيفة"الاتحاد"الناطقة باسم حزب"الاتحاد الوطني الكردستاني"الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني تقول ان"بغداد محرومة نهائياً من الكهرباء وربما من يقول ان هذه مبالغة ولكنها الحقيقة بعينها لأن الانقطاع المستمر لأكثر من 20 ساعة في اليوم يعني انعدام وجودها". واضافت:"منذ اكثر من ثلاث سنوات مازالت مشكلة الكهرباء من دون حل على رغم صرف الملايين من الدولارات على هذا القطاع سواء للتصليح او لاستيرادها من الجيران". ورأت الصحيفة انه"كان بالإمكان استثمار هذه المبالغ في بناء محطة توليد جديدة في بغداد، والآن وخلال مشاورات الكتل البرلمانية لا يوجد من يسعى للحصول على حقيبة الكهرباء في الحكومة المقبلة وربما من يريد الاستحواذ عليها لا يجد معارضة من بقية الكتل خلافاً للحقائب الوزارية الاخرى". ويعاني العراقيون من نقص في خدمات الطاقة منذ تسعينات القرن الماضي بسبب العقوبات الدولية التي فرضت على العراق بعد غزوه الكويت في آب اغسطس 1990. واستناداً الى دراسة اخيرة لبرنامج الاممالمتحدة للتنمية، فإن ثلاثة أرباع المنازل العراقية تعاني من عدم انتظام توزيع التيار لا سيما في بغداد حيث تبلغ النسبة 92 في المئة من مليون ومئة ألف منزل. وفي مواجهة هذا العجز الهائل في الطاقة تملك 29 في المئة من هذه المنازل او تتقاسم مولداً كهربائياً مع زيادة النسبة في المدن 32 في المئة عنها في المناطق الريفية 19 في المئة. وتشهد بغداد منذ ايام ازمة وقود خانقة ادت الى امتداد الطوابير امام محطات التوزيع الى بضعة كيلومترات. ويلجأ العراقيون مجبرين الى استخدام المولدات الكهربائية الصغيرة التي تحتاج بدورها الى وقود وان وجد فهو بأسعار عالية جداً.