اتفق خطباء الجمعة، من السنة والشيعة، على استعجال تشكيل حكومة"قادرة وقوية ومن اصحاب الكفاءات وبحسن ودقة اختيار العناصر المشاركة فيها"لانهاء معاناة العراقيين ومآسيهم. وجدد الشيخ محمود الصميدعي، امام وخطيب جامع ام القرى وعضو هيئة علماء المسلمين سنة، دعوته المرجعيات في البلاد الى اصدار فتوى موحدة بتحريم نعت العراقيين بتسميات مذهبية. وطالب رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي بوضع الملف الامني في اولويات اهتمام الحكومة المقبلة. من جانبه برر الشيخ محمد الفضلي، مبعوث المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي الى بغداد، الذي احيا صلاة الجمعة في جامع الرحمن في المنصور، انسحاب حزب الفضيلة الاسلامي من تشكيلة الحكومة مبيناً انها احدى التضحيات التي اعتاد"الفضيلة"تقديمها منذ الانتخابات. وطالب الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني، في الصحن الحسيني وسط كربلاء، رئيس الوزراء المكلف ب"الدقة"في اختيار الوزراء. الولاءات ودعا الصميدعي الفرقاء السياسيين الى"الابتعاد عن الولاءات الفرعية"، التي قال عنها، انها"باتت عوائق واضحة في طريق تشكيل الحكومة"ودعا رئيس الوزراء المكلف الى وضع الملف الامني في اولويات اهتمامه معتبراً تشكيل الجيش والقوات الامنية الاخرى بعيداً عن الولاءات الفرعية والطائفية الخطوة الرئيسية في تحقيق الامن في البلاد والضرب على يد العابثين بأرواح ابنائه. وجدد مطالبته المرجعيات الدينية الشيعية والسنية بإصدار فتوى موحدة بتحريم نعت العراقيين بتسميات طائفية ومذهبية. وفي كربلاء ابدى السيد احمد الصافي تفاؤله في شأن تشكيل الحكومة على رغم العراقيل، التي تعترض طريقها، وقال ان الحكومة"باتت تلوح في الافق"داعياً القادة السياسيين الى بذل جهودهم من اجل انفراج الازمة السياسية التي طال انتظارها من جانب ابناء الشعب العراقي. واكد ان العراقيين بحاجة الى"وزراء اكفاء يستطيعون معايشة الوضع الحالي للعراق وايجاد حلول لمشكلات البلاد". وفي النجف 180 كلم جنوببغداد قال الشيخ جلال الدين الصغير، الذي اقام صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية، ان الاسبوع الحالي"سيشهد اعلان الحكومة الدائمة"مؤكداً انه لا توجد حتى الآن معوقات حقيقية امام ذلك. مشيراً الى انتهاء غالبية المشكلات على رغم وجود بعض المعوقات الصغيرة، واكد"ان قائمة الوزراء تتغير بين لحظة واخرى وان المالكي لم يحدد بعد الشكل النهائي لحكومته". وطالب امام جمعة براثا، الذي اقام صلاته في احدى الحسينيات الصغيرة في النجف بسبب زيارته للمرجع الاعلى السيد علي السيستاني، رئيس الوزراء المكلف قائلا"اناشد اخانا نوري المالكي المبادرة الى ايجاد فريق عمل خاص به ليس من الوزراء انما من الذين عرفوا آلام الناس كي يضعوا الحلول والبدائل ويذكروه دائماً بالمشكلات التي وقع فيها المسؤولون السابقون الذين قال عنهم انهم دخلوا الى"المنطقة الخضراء"واعتقدوا ان العالم بخير". واضاف"اناشده انه قد وصل الى هذا المقام بناء على اخفاقات وتجربة فعليه ان يطمئن الناس ان معاناتهم سوف تنتهي". وتحدث الصغير عن حادثة المدرسة القادرية معتبرا اياها مؤشراً الى ضرورة تفعيل قانون مكافحة الارهاب داعياً الحكومة الى اتخاذ تدابير لمنع تكرار هذه الحالة واتهم قوات الاحتلال بالتغطية على مثل هذه الاعمال و"ابعاد النظر عن اماكن صناعة الموت". وجدد الصغير مطالبته بالنظام الفيديرالي في وسط وجنوبالعراق الذي يمكن ان يتيح للشيعة بناء مدنهم والحصول على حقوقهم وانهاء عقود طويلة من الاضطهاد المذهبي الذي تعرضوا له في زمن حكم البعث. من جانبه برر الشيخ محمد الفضلي مبعوث المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي وامام جامع الرحمن انسحاب حزب الفضيلة من التشكيلة الحكومية بما اسماه"هضم الحقوق"وقال ان الفضيلة"انسحب بناء على توجيهات الشيخ اليعقوبي وان سيبقى الصوت المطالب بحقوق الجماهير داخل الائتلاف وانه سيتحول الى معارضة ايجابية لتقويم اداء الحكومة". وقال الفضلي"ادركنا ان لا فائدة من العمل مع اناس هضموا حقوقنا". واعتبر الشيخ عباس الزيدي، خطيب وامام الجامع المركزي في الكوت 180 كلم جنوببغداد، انسحاب حزب الفضيلة الاسلامي امراً مؤلماً". وقال ان"الفضيلة"قدم الكثير من التضحيات منذ بداية الانتخابات وان بعض القادة في كتلة الائتلاف لم يقدروا هذه التضحيات. وحذر من تشكيل الحكومة وفق اسس المحاصصة الطائفية وقال ان بعض القياديين"يطالبون بتشكيل حكومة وحدة وطنية وان هؤلاء بدأوا الانسحاب من تشكيلة الحكومة"معتبراً انها"بادرة خطر"على الحكومة وقد تؤول الى تشكيل حكومة محاصصة ضعيفة وغير قادرة على القيام بواجباتها.