لم يكن للسويد أبداً نجم فريد في المهارات الفردية أو السمعة العالمية في دنيا كرة القدم، ولكن منتخبها يوجد دائماً بين الكبار في المسابقات القارية والعالمية، واحتل المركز الثاني على ملعبه خلف البرازيل في كأس العالم 1958، وجاء ثالثاً خلف البرازيل وايطاليا في كأس العالم 1994. ويمثل المنتخب السويدي دائماً نموذجاً رائعاً في التزام لاعبيه بواجباتهم على نحو يقترب من دوران عقارب الساعة، وهم يبذلون الجهد بسخاء على مدار الوقت من دون كلل أو تراخ، ما يعوضهم عن اي نقص في الجوانب المهارية، ولديهم جانب رائع في الروح الرياضية والسلوك المثالي في مبارياتهم. ويضاف الى قدر السويد في كأس العالم 2006 نجمان شهيران وهدافان لهما قدرهما ومكانتهما في اوروبا، نجم يوفنتوس بطل الدوري الايطالي زلاتان ابراهيموفيتش ونجم برشلونة بطل الدوري الاسباني هنريك لارسون، وكلاهما في أحسن حالاته بدنياً وفنياً ومعنوياً، وتفاهمهما في المونديال يمنح السويدي هامشاً كبيراً في التفوق بعد ان خدمتها القرعة وأبعدتها عن المنتخبات العملاقة، وأوقعتها في المجموعة الثانية المتوازنة مع منتخبات انكلترا وباراغواي وترينداد وتوباغو. الترشيحات لم تضع السويد بين المنتخيات الثمانية الكبرى في المونديال، ولكن المتابعين لتاريخ السويد يدرك أنها قادرة دائماً على صنع المفاجآت، ويتمتع لاعبوها بخبرات عالية في تجاربهم الاحترافية ومشوارهم الدولي، ويمتلك المنتخب متوسطاً عالياً لأعمار لاعبيه - فوق 28 عاماً - ما يعكس حجم الخبرات الطويلة، واللاعبون موزعون بين اندية اسبانيا وانكلترا وايطاليا وهولندا وفرنسا، وهم اساسيون دائمون في انديتهم. ويرى المدرب الوطني لارس لاغرباك أن الفرصة متاحة للسويد للوصول الى خط النهاية في ظل افضل تشكيلة من النجوم طوال التاريخ، ولكن الأمر يحتاج إلى نوع من التوفيق الذي يغيب كثيراً عن المنتخب في البطولات الكبرى، وهو ما حدث في مونديال 2002 عندما خسر بهدف ذهبي امام السنغال في ثمن النهائي بعد تفوق كاسح وسيادة تامة على اللقاء، ويؤكد لاغرباك ان المثلث الهجومي من ليونغ بيرغ ولارسون وابراهيموفتيش هو الذي سيحدد النتائج، لأن الدفاع الحديدي للسويد لا يملك أكثر من الحفاظ على الشباك نظيفة، ويتمنى المدرب السويدي ألا تضطره الظروف للعب ضد أصحاب الملعب منتخب المانيا في الدور ثمن النهائي، لأن تلك المواجهة الباكرة تكون صعبة جداً على أي منتخب في المونديال. القائمة الحراس: - اندرياس ايساكسون 3-10-1981 من ستاد رين الفرنسي، اطول اللاعبين في الفريق الذي يمتلك اعلى متوسط في الاطوال، وارتفاع قامته 197 سنتيمترا، ولعب كل المباريات العشر لبلاده في التصفيات، ويتمتع بهدوء أعصاب لافت للنظر. - جون الفباغ 10-8-1982 من فيبورغ الدنماركي، رصيده الدولي مباراة دولية واحدة، ولم يكن احتياطياً على الإطلاق في التصفيات. - رامي شعبان 3-10-1981 من فريدريك شتاد، والده مصري وكان حارساً لمرمى ارسنال الانكليزي عام 2002 قبل ان يصاب بكسر مضاعف في ساقه، لم يسبق له الانضمام الى منتخب السويد في أي مباراة دولية وقرار اختياره جاء مفاجأة للجميع. الدفاع: - اريك اديمان 11-11-1978 من ستاد زين، لعب 7 مباريات في التصفيات وسجل هدفاً، وهو من نجوم المنتخبات السويدية في كل الأعمار. - بيترهانسون 14-12-1976 من هيرين فين الهولندي، يقترب من 30 عاماً من دون ان يكون اساسياً، ورصيده 12 مباراة دولية بينهما واحدة في التصفيات. - فريدريك ستيمنان 2-6-1983 من بايرليفركوزين الالماني، انضمامه مفاجأة كبيرة لأنه لم يلعب إلا مباراة واحدة مع المنتخب ولم يكن موجوداً في التصفيات. - كارل سفنسون 21-3-1984 من غورتبورغ، وهو اصغر لاعبي المنتخب، منحه المدرب الفرصة الدولية الأولى في كانون الثاني يناير الماضي في المباراة الودية ضد السعودية في الرياض وتعادلا 1-1. الوسط: - نيكلاس الكساندرسون 29-21-1971 من غوتبورغ، ثاني اكبر اللاعبين عمراً بعد هنريك لارسون بفارق 3 شهور فقط، خاض 85 مباراة دولية بينها 8 في التصفيات، محور ارتكاز دفاعي في وسط الملعب. - دانييل اندرسون 28-8-1977 من مالمو، نال شرف المشاركة في دقيقة واحدة في التصفيات، رصيده الدولي 46 مباراة. - كيم كالستروم 24-8-1982 من ستاد رين، احتياطي استراتيجي، وأشركه المدرب في 5 مباريات في التصفيات، ودائماً كبديل لالكساندرسون. - توبياس ليندروث 21-4-1979 من اف سي كوبنهاغن الدنماركي، اساسي دائم في الوسط واشترك في 10 مباريات في التصفيات، وهو ماكينة لا تهدأ أبداً. - فريدريك ليونغبرغ 16-4-1977 من ارسنال الانكليزي، احد أضلاع المثلث الهجومي الرهيب للسويد مع زلاتان ولارسون، سجل 7 أهداف في 10 مباريات في تصفيات المونديال، يميل أداؤه الى الجانب الايمن او خلف رأسي الحربة، ويمتلك طاقة بدنية هائلة، ويؤدي واجبه الدفاعي بامتياز. - اندرياس سفنسون 17-7-1976 من الفسبورغ، لاعب الوسط المهاجم في الفريق، وهو من العناصر الاساسية وسجل هدفين في 8 مباريات في التصفيات. - كريستيان فيل هيلمسون 8-2-1979 من اندرلخت البلجيكي، منحه المدرب مكاناً اساسياً في التصفيات، وأحرز هدفين في المباريات العشر. الهجوم: - هنريك لارسون 20-9-1971 من برشلونة الاسباني، الأكبر والأخطر والأكثر في المباريات والأهداف الدولية، لعب 85 مباراة وسجل 34 هدفاً، ولولا اعتزاله الدولي لمدة عامين لوصل بكل تأكيد الى 100 مباراة دولية، وسجل 5 أهداف في 8 مباريات في التصفيات، وهو الوحيد المتبقي من المنتخب الذي جاء ثالثاً ونال برونزية مونديال 1994، ينهي مشواره بعد دوري ابطال اوروبا مع برشلونة ويلعب محلياً مع هلسينغ بورغس في الموسم المقبل. - زلاتان ابراهيموفيتش 3-10-1981 من يوفنتوس الايطالي، من ابرز نجوم العالم حالياً في المهارات الفنية العالية، وطول قامته لا يقلل سرعته ورشاقته وإبداعه في المراوغة وألعاب الهواء معاً، ولا تعيبه إلا العصبية الزائدة التي كلفة بطاقات ملونة وعقاب متكرر، تصدر هدافي بلاده في التصفيات برصيد 8 أهداف في 8 مباريات، وهو الأمل الأكبر للسويديين. - جون الماندير 27-5-1981 من بروندبي الدنماركي، سجل هدفاً في 36 دقيقة خاضها عبر مباراتين في التصفيات. - ماتياس جونسون 16-1-1974 من ديورغاردين، اشترك في 6 مباريات في التصفيات، ولكن مكانه في النهائيات صعب جداً. - ماركوس روسنبرغ 27-9-1982 من اياكس الهولندي، قاد فريقه للفوز بكأس هولندا والصعود الى دوري الابطال، لم يشترك مطلقاً في التصفيات، لعب مباراته الدولية الأولى عام 2005 ضد كوريا الجنوبية. - ماركوس الباك 5-7-1973 من اف سي كوبنهاغن، لعب 7 مباريات في التصفيات ورصيده الدولي 23 هدفاً في 55 مباراة، ولكنه لم يعد اساسياً. ووضع المدرب 5 لاعبين آخرين في القائمة الاحتياطية للاستعانة بأي منهم عند الضرورة، وأبرزهم الظهير الأيمن اوستلوند وبنينغت اندرسون وكريستوفر اندرسون وميكايل دورسين ودانييل مايستروفيتش وماكس فون شليبروغي وكينيدي باكير سيوغلو وتوبياس هايسين وفريدريك بيرغلوند. المدرب: لارس لاغرباك، تولى قيادة المنتخب عام 200 مع زميله تومي مودربرغ قبل ان ينفصلا أخيراً لتفرغ الاخير لقيادة المنتخب الاولمبي، اشتهر دائماً بأسلوبه المتحفظ الخالي من المغامرة، ولكن استمراره في عمله مرهون بنتائجه في المونديال، ولن يقبل السويديون مجدداً الخروج من الدور الثاني كما حدث في الدورة الماضية. الإقامة والمباريات مدينة بريمن هي المحل المختار لبعثة السويد في فندق بارك هوتيل الذي تحيط به واحدة من اكبر الحدائق في المدينة الألمانية الجميلة، ويفضل السويديون الهدوء بعيداً من ضوضاء المدن التي تستضيف مباريات كأس العالم 2006. وتتدرج مباريات السويد في المجموعة الثانية من حيث القوة، والبداية يوم 10 حزيران يونيو المقبل ضد ترينداد وتوباغو في دورتموند، وهي مباراة مضمونة نسبياً لمصلحة السويد، واللقاء الفصل والحاسم للحصول على بطاقة التأهل سيكون مساء 15 حزيران في برلين ضد باراغواي، وأخيراً مباراة القمة على صدارة المجموعة والهروب من مواجهة ألمانيا وستكون مساء 20 حزيران في كولن ضد انكلترا. التصفيات جاءت السويد في المركز الثاني في المجموعة الأوروبية الثامنة خلف كرواتيا، ولكنها استفادت من قاعدة صعود أحسن منتخبين يحتلان المركز الثاني في المجموعات الأوروبية، وجمع منتخب السويد 24 نقطة من 8 انتصارات وهزيمتين، وسجل 30 هدفاً في 10 مباريات بواقع 3 أهداف للمباراة، ولم تهتز شباكه طوال التصفيات سوى بأربعة أهداف فقط، وفارق الأهداف السويدي يتفوق كثيرا على نظيره الكرواتي المتصدر للمجموعة على رغم التساوي في النقاط، ولكن كرواتيا انتزعت المركز الاول بعد فوزها ذهاباً وإياباً على السويد بنتيجة واحدة في المباراتين 1-صفر، ولكن السويد فازت في كل مبارياتها على ملعبها وخارجه على مالطة 7-صفر و6-صفر، وعلى هنغاريا 3-صفر و1-صفر، وعلى ايسلندا 4-1 و3-1 وعلى بلغاريا 3-صفر و3-صفر. التاريخ نظمت السويد كأس العالم 1958 ونجحت في إقصاء المانيا الغربية حامل اللقب من نصف النهائي، ولكنها سقطت امام التشكيلة البرازيلية الرهيبة 2-5 في النهائي، والغريب ان فرصتها في إحراز اللقب عام 1994 تحطمت على يدي البرازيل مجدداً ولكن في نصف النهائي، واكتفت السويد بالميداليات البرونزية بعد فوز كاسح على بلغاريا في مباراة تحديد المركز الثالث 4-صفر تحت قيادة الحكم الاماراتي علي بوجسيم، وجاءت السويد ثالثة في كأس العالم 1950 في البرازيل بعد خسارة ثقيلة امام أصحاب الملعب في المربع الذهبي، ولولا خسارة البرازيل المفاجئة في النهائي ضد اوروغواي لانتزعت السويد المركز الثاني من اوروغواي. شاركت السويد في كأس العالم 10 مرات وخرجت من نصف النهائي عام 1938 وجاءت رابعة بعد البرازيل - كالعادة - وخرجت من ربع النهائي عامي 1934 و1974 ومن ثمن النهائي في 2002 ومن الدور الاول أعوام 1970 و 1978 و1990، ولعبت السويد 42 مباراة في المونديال فازت في 15 وتعادلت في 10 وخسرت 16 مرة.