أعلن مسؤول في الأممالمتحدة أن موفداً دولياً سيقوم بجولة في شرق أفريقيا للبحث في إمكان تسلم الأممالمتحدة مسؤولية قوة حفظ السلام في دارفور من القوة التابعة للاتحاد الأفريقي، في وقت كشف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان يان برونك ان مشاورات تجرى حالياً لاختيار الدول التي لديها الاستعداد للمشاركة بقوات في هذه المهمة، ورأى أن الحل الوحيد الفعال لأزمة دارفور هو نشر قوة خاصة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، يكون قوامها ما بين 15-20 ألف جندي. ونقلت تقارير عن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات حفظ السلام جان ماري غوينو قوله إن الموفد الدولي سيجري محادثات مع المسؤولين في أديس أباباوالخرطوم ومع عدد من مسؤولي الاتحاد الأفريقي. وفيما رجحت مصادر ديبلوماسية أن يكون الموفد هو هادي أنابي، نائب غوينو، أكد الأخير ان المبعوث سيركز في الوقت الحالي على"إزالة الالتباس مع السلطات السودانية والجهات الأخرى حول دور قوة الأممالمتحدة في دارفور". وشدد على أن"مهمة الأممالمتحدة هناك شأنها شأن المهمات في الأماكن الأخرى سيجري نشرها بالتفاهم مع الدولة المضيفة". من جانبه، انتقد مبعوث الأممالمتحدة إلى السودان يان برونك الديبلوماسية الغربية في شأن السودان ووصفها بأنها تفتقر الى الفطنة، واتهم حكومة الخرطوم بأنها لا تكفّ عن الأكاذيب والحيل، معتبراً ان بيانات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لا تُدعم بالأفعال. وأشار برونك في حديث أجراه مع عدد من الطلاب في أمستردامهولندا إلى ان قوات الاتحاد الافريقي في دارفور ملتزمة للغاية قوانين حظر التجول المحلية، وهو ما يفتح المجال لأعضاء الجماعات المسلحة بالعمل تحت جنح الظلام كيفما شاؤوا. ورأى أن الحل الوحيد الفعال لهذه الأزمة هو نشر قوة خاصة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، يكون قوامها ما بين 15 و20 ألف جندي، مؤكداً أن العمل جار حالياً لاختيار الدول التي لديها الاستعداد للمشاركة بقوات في هذه المهمة، لكن القوة الجديدة لن تستطيع الانتشار قبل كانون الثاني يناير من العام المقبل على الأقل، حتى وإن سارت الأمور كما هو مخطط لها، على رغم أن برونك نفسه لا يظن ذلك، خصوصاً على الصعيد السياسي، كون السودان يرفض تماماً فكرة قوة تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور، والاتحاد الافريقي لا يؤيد هذه الفكرة كلياً في الوقت الحالي، في حين ان مجلس الأمن لم يساند هذه الخطة بعد، وهو ما جعل برونك يحمل على المجلس متهماً إياه بعدم دعم أقواله بالأفعال الديبلوماسية، إذ قال:"هذا يعني أن أي تهديد يخرج من أروقة مجلس الأمن يتحول تدريجياً إلى مزحة". كما انتقد برونك الحكومة السودانية ووصفها بالكذب والخداع. وانتقد أيضاً ممثلي حركات التمرد في دارفور، وقال"إنهم أناس يعيشون في هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة ولا يشعرون بالحاجة إلى تحقيق السلام". ويعتقد مبعوث الأممالمتحدة أن الرغبة متوافرة بصورة أكبر لدى القوات المتقاتلة لدى طرفي الحكومة والمتمردين، فهم قد يتقاتلون"لكنهم يعلمون جيداً مدى البؤس الذي يخلفه القتال". وطال انتقاد برونك البيت الأبيض الذي كان طالب بنشر قوات حفظ سلام تابعة ل"الناتو"في دارفور، واعتبر هذه الفكرة فاشلة ستثير حنق كافة المسلمين بسبب الربط بينها وبين الأحداث الجارية في أفغانستان والعراق. وقال إن"الديبلوماسية الغربية تتصرف حالياً بمنتهى الحماقة حقاً، فنحن نقوّي بهذه الصورة النظام السوداني ومعارضي تدخل الأممالمتحدة". لكن برونك حمل بعض الأنباء السارة للطلاب، الذين حضروا النقاش في أمستردام، ومنها على سبيل المثال انخفاض متوسط سقوط الضحايا في دارفور من 1000 شهرياً إلى 100 وهو فضل يعود الى جهود منظمات المساعدة غير الحكومية، في رأي مبعوث الأممالمتحدة. وأعلن برونك أيضاً أن خدمات الرعاية الصحية أصبحت الآن أفضل في بعض المناطق مما كانت عليه قبل اندلاع الصراع في دارفور عام 2003. وقلل مبعوث الأممالمتحدة من أهمية الأنباء عن خطر نشوب حرب بين السودان وبين جارتها الغربية تشاد، وقال إن خطر إعلان حرب بين الدولتين يُعد ضئيلاً للغاية.