تخطط إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لعملية قصف واسعة ضد أهداف في إيران، تستخدم فيها قنابل نووية مخترقة للتحصينات لتدمير مرافق إيران النووية التي يشتبه في أنها تستخدم لإنتاج أسلحة نووية، بحسب ما أفاد تقرير يتزامن نشره مع مساعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى إيجاد مخرج ديبلوماسي للأزمة عبر زيارته المرتقبة إلى إيران. وأفادت مجلة"نيويوركر"الأميركية التي تنشر السيناريو مفصلاً في عددها المقبل، أن صحافي التحقيقات سايمور هيرش قال إن بوش وغيره من مسؤولي البيت الأبيض خلصوا إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هو أدولف هتلر جديد محتمل. ونقلت المجلة عن مستشار بارز في البنتاغون أن الإدارة الأميركية الحالية"تعتقد بأن الوسيلة الوحيدة لحل المشكلة هي تغيير هيكل السلطة في إيران، وهذا يعني الحرب". وقال هيرش إن مسؤولين سابقين في الاستخبارات يصفون عملية التخطيط بأنها"هائلة"و"نشطة"و"عملياتية". وذكر مسؤول سابق في وزارة الدفاع أن التخطيط العسكري يستند إلى الاعتقاد بأن"حملة قصف مستمرة على إيران ستذل قيادتها الدينية وتدفع الشعب إلى القيام بانتفاضة للإطاحة بالحكومة"، بحسب المجلة. وقال هيرش إن من بين الخيارات التي تُدرس احتمال استخدام أسلحة نووية تكتيكية لاختراق التحصينات مثل سلاح "بي61-11" لضمان تدمير منشأة ناتانز التي تضم أجهزة طرد مركزي. غير أن مسؤول البنتاغون البارز السابق قال إن الاهتمام باللجوء إلى الخيار النووي أثار مشاعر الاستياء داخل الجيش حتى أن بعض الضباط تحدثوا عن احتمال استقالتهم بعد فشل محاولاتهم استبعاد الخيار النووي من خطط الحرب التي يُجرى وضعها. ونقلت المجلة عن مستشار البنتاغون:"تنتشر مشاعر استياء قوية جداً داخل صفوف الجيش تجاه استخدام أسلحة نووية ضد دول أخرى". وحذر المستشار من أن قصف إيران سيترتب عليه ردود فعل من بينها شن هجمات على المرافق الأميركية والمواطنين الأميركيين في أنحاء العالم. البرادعي ويأتي ذلك بينما يتوقع وصول البرادعي إلى طهران اليوم أو غداً لمناقشة البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، في حين بدأ مفتشو الوكالة أمس تفقد مركز تخصيب اليورانيوم في ناتانز. وأكد أحد المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي زيارة البرادعي طهران اليوم أو غداً، مؤكداً أنها"تندرج في إطار التعاون والتشاور بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية". وكان ديبلوماسي في الوكالة الذرية أكد أن البرادعي"يبادر بهذه الخطوة إلى إقناع الإيرانيين بتلبية ما تطلبه منهم"الوكالة الدولية ومجلس الأمن،"ومدى أهمية الإجراءات الآيلة إلى تعزيز الثقة". في غضون ذلك، أفاد محمد سعيدي، نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية المكلف القضايا الدولية، أن المفتشين تفقدوا موقع ناتانز حيث استأنفت إيران بحوثها في مجال التخصيب، إضافة إلى مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان. ونظم عشرات الطلبة الإيرانيين احتجاجاً في طهران أمس، للتعبير عن قلقهم من مستقبل البلاد النووي والمفاوضات المقبلة بين إيران والولايات المتحدة في شأن العراق. واعتبر عضو لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في المجلس النيابي السابق جعفر غلباز أن زيارة البرادعي"تدل على حساسية هذا الملف وحساسية المرحلة"، مشيراً إلى إمكان أن تكون المفاوضات الأخيرة للبرادعي مع طهران قبل صدورالتقرير المرتقب في أقل من 20 يوماً. ويأتي ذلك بينما أفاد مسؤولون في الإدارة الأميركية بأن وكيل وزارة الخارجية الأميركية المسؤول عن قضايا منع الانتشار النووي روبرت جوزف، بدأ جولة في دول الخليج الإمارات والسعودية وعمان والبحرين وقطر للمطالبة بتشديد الرقابة لمنع وصول أي معدات لها علاقة بالمجال النووي إلى إيران من طريق تلك الدول، ولمناقشة موضوعات أخرى تتعلق بالتعاون في مجال الأمن. أحمدي نجاد على صعيد آخر، أفاد وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شيوبله أن الرئيس أحمدي نجاد سيكون محل ترحيب في ألمانيا إذا أراد تشجيع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها ألمانيا العام الحالي، ولكنه سيواجه انتقادات بسبب تصريحاته المناهضة لإسرائيل. وكان رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم أفاد أن أحمدي نجاد المولع بكرة القدم يفكر في السفر إلى ألمانيا لتشجيع المنتخب الإيراني في نهائيات كأس العالم التي تنطلق في التاسع من حزيران يونيو.