اعطى وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار اشارات واضحة الى استعداد حكومة حركة"حماس"للاعتراف باسرائيل وفق شروط"غير صعبة التحقيق"بنظره. لكنه شدد على ان القرار الاخير سيكون للشعب الفلسطيني"عبر استفتاء شعبي"من دون ان يُحدد ما اذا كان الاستفتاء سيشمل فلسطينيين في الشتات. وقال الزهار في مقابلة مطولة مع صحيفة"ذي تايمز"اللندنية، ان حركة المقاومة الاسلامية"جاهزة لمناقشة مفهوم حل قائم على دولتين لمشكلة الشرق الاوسط يعترف بحق اسرائيل في الوجود". وشدد على ان حكومته لن تتصدى للفصائل، مثل حركة"الجهاد"و"كتائب شهداء الاقصى"اذا نفذت عمليات ضد الكيان الاسرائيلي. وأشار الى انه يريد ايضاحاً لاقتراح الدولتين من اللجنة الرباعية للوساطة في الشرق الاوسط التي تتألف من الاممالمتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وأبدى الزهار استعداد الحركة للدخول مباشرة في محادثات مع"المجتمع الدولي"تتناول مسألة تعايش دولتين فلسطينية واسرائيلية في المنطقة لكنه طلب مسبقاً معرفة"ماذا سيعطي المجتمع الدولي واسرائيل في المقابل". وقال:"علينا اولاً الاستماع الى اجوبة... انها مسألة بسيطة وواضحة واذا كانت تلبي طلبات الفلسطينيين يمكن ان نقرر وعلينا التشاور وسؤال الشعب الفلسطيني لأننا الحكومة لا نملك فلسطين". وأدلى الزهار بحديثه في مكتب وزارة الخارجية في غزة وقال"دعونا نتحدث عن معنى حل الدولتين. وسنسألهم ما هو مفهومهم لحل الدولتين وما هو مفهوم اللجنة الرباعية لحل الدولتين وعلى اي اساس". وفي وقت سابق من الاسبوع الجاري نفى الزهار الاشارة الى حل قائم على دولتين للصراع، في رسالة بعث بها الى كوفي انان الامين العام للامم المتحدة. وفي مواجهة تهديدات الدول الغربية بقطع مساعداتها عن حكومة فلسطينية تترأسها حماس، قال الزهار عن هامش المناورة المتاح امام الحركة، اننا نريد معرفة"ما هو مفهوم اللجنة الرباعية لحل قائم على دولتين وعلى اي اساس سيتم ذلك؟ علينا ان نطرح هذا السؤال الفعلي وبعدها سنناقش الامر داخل الحكومة ثم نناقش الامر مع رئيسنا". واضاف"سنناقشه في اطار المجلس التشريعي وبعد ذلك قد نحتاج الى استشارة موقف شعبنا... كيف لنا ان نقنع الشعب بإدانة هذه الاتفاقات او التخلي عنها او القبول بها؟ لا نملك رداً نهائيا الآن. يجب ان ننتظر وان نناقش وان نقوم". ولم يُشر الى امكانية"نبذ العنف"او الاعتراف باسرائيل كما يطالب المجتمع الدولي. وفسرت الصحيفة تصريحات الزهار بانها الاشارة الاولى الى ان"حماس"مستعدة لتعديل ميثاق 1988 الذي نادى بإزالة اسرائيل. وقال نزار عمار من المركز الفلسطيني للدراسات الامنية والاستراتيجية للصحيفة"اعتقد ان حماس تحاول اعطاء تنازلات كلامية في مواجهة الضغوط الدولية لكنني لا اعتقد انها مقنعة للعالم".