سارعت اطراف"الثورة البرتقالية"في أوكرانيا الى محاولة رص صفوفها في تحالف برلماني ضيق، برزت فيه مجدداً رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي افل نجمها لشهور بعدما أقصاها حلفاؤها السابقون. وجاءت محاولة الاصطفاف مجدداً بعد اخفاق قوى الثورة في الحصول على غالبية مقاعد المجلس النيابي، وتصدر المعارضة الموالية لموسكو لائحة الفائزين في الانتخابات بحصولها على ثلث مقاعد الهيئة الاشتراعية، تلاها حزب تيموشينكو في المركز الثاني. وأعلنت لجنة الانتخابات في كييف امس، نتائج اولية للاقتراع الذي أجري الأحد الماضي، مشيرة الى انه بعد فرز نحو 40 في المئة من بطاقات الاقتراع، تصدر"حزب الاقاليم"الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق فيكتور يانوكوفيتش القريب من موسكو، وحصل الحزب الذي تلقى هزيمة كبرى خلال"الثورة البرتقالية"قبل 16 شهراً، على نحو 27 في المئة من أصوات الناخبين، مع توقع ارتفاع هذه النسبة وتجاوزها حاجز الثلاثين في المئة مع استكمال الفرز. وعلى رغم ان النتيجة كانت متوقعة، فإن انصار يانوكوفيتش شككوا بصحتها، مشيرين الى حرمان نحو 10 في المئة من الناخبين غالبيتهم في المناطق المؤيدة ل"حزب الاقاليم"من حقهم في الادلاء بأصواتهم بسبب اخطاء في لوائح الشطب. وجاءت مفاجأة الانتخابات باحتلال تكتل رئيسة الوزراء السابقة تيموشينكو المركز الثاني، بعدما حصدت نحو 23 في المئة من الاصوات. وحل حزب"أوكرانيا بيتنا"الذي يتزعمه الرئيس فيكتور يوتشينكو ثالثاً، بحصوله على أقل من 17 في المئة فيما توزعت بقية مقاعد البرلمان على احزاب صغيرة. واشاد المراقبون الدوليون بنزاهة الانتخابات ودقة تنظيمها، وأجروا مقارنة بينها وبين الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا التي قوبلت بتشكيك دولي واسع. وسرّعت نتائج الانتخابات الاوكرانية وتيرة المشاورات لتشكيل حكومة، علماً ان الدستور ينص على تكليف الحزب صاحب الغالبية البرلمانية بالمهمة. وقالت مصادر اوكرانية ل"الحياة"ان النتائج وضعت الرئيس يوتشينكو امام"خيارات صعبة"، أقلها العودة عن رفضه التحالف مع تيموشينكو شريكته السابقة في السلطة، بسبب انعدام الثقة بينهما. وكانت مصادر قريبة من الاول وصفت"ام الثورة البرتقالية"كما يلقبها الأوكرانيون بأنها"متقلبة ومزاجية ولا يمكن الوثوق بها". في المقابل يبدو خيار التحالف مع الخصم السياسي الاساسي يانوكوفيتش اكثر صعوبة بالنسبة الى يوتشينكو، خصوصاً بسبب ملفي العلاقة مع موسكو والتقارب من الغرب اللذين شكلا المحور الاساس للصراع على السلطة العام الماضي. وأبدت تيموشينكو استعدادها للعمل مع الرئيس في فريق واحد في حال كلفت تشكيل الحكومة، علماً ان في ذلك تصعيداً للأزمة مع روسيا التي تعتبر الزعيمة المعارضة"عدواً لدوداً".