خرجت رئيسة الوزراء الأوكرانية المقالة يوليا تيموتشينكو عن صمتها وحمّلت أعوان الرئيس فيكتور يوتشينكو المسؤولية عن انهيار معسكر"الثورة البرتقالية"، واتهمت حليفها السابق ب"خيانتها للمرة الثالثة"، معلنة عزمها خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة من دون التنسيق مع معسكر الرئيس الاوكراني. وبدت أوكرانيا مقبلة على مرحلة ستشهد إعادة اصطفافات سياسية بعد"نهاية الثورة البرتقالية"بحسب وصف سياسيين في كييف. إذ تعمدت السياسية الأوكرانية القوية التي غدت رمزاً للثورة الديموقراطية على مدار الشهور الماضية شنّ هجوم عنيف على معسكر الرئيس الاوكراني في أول تصريحات علنية منذ توقيعه قرار اقالتها يوم الخميس الماضي. واتهمت تيموتشينكو"مقربين من الرئيس"بالتسبب في انهيار الفريق الموحد الذي وصل الى السلطة نهاية العام الماضي، بعد التحرك الشعبي الواسع الذي أطاح الحكومة السابقة. وعلى رغم أن تيموتشينكو حرصت خلال حديث متلفز على حصر هجومها بأعوان الرئيس من دون التعرض اليه مباشرة، لكن حديثها حمل انتقادات مبطنة وأظهر مرارة عندما أشارت إلى أن يوتشينكو"خانها ثلاث مرات"خلال السنة الماضية، وقالت إنه وجّه أوامره إلى قادة الأجهزة الأمنية بعدم إغلاق الملفات القضائية المفتوحة ضدها منذ عهد رئيس الحكومة الأسبق قبل دخولها في تحالف معه لخوض الانتخابات التي انتهت بالثورة البرتقالية، مشيرة إلى أن ذلك"آلمها بشدة". وأظهر هذا الحديث انعدام الثقة بين أركان السلطة الجديدة منذ وصولها الى الحكم. ونفت تيموتشينكو انتقالها إلى معسكر المعارضة، مؤكدة التزامها بمبادئ الثورة الديموقراطية"، وعلى من خانها"الانتقال إلى المعارضة". وأرسلت رئيسة الوزراء السابقة إشارات إلى نيتها تشكيل تحالف عريض مناهض ليوتشينكو خلال المرحلة المقبلة التي يتوقع ان تكون حاسمة مع اقتراب موعد انتخابات البرلمان المقررة العام المقبل. وشددت على أن خطوات الرئيس"قضت على الفريق الموحد، ونحن الآن فريقان مختلفان". وأعربت عن أملها في ان تجمع حولها"انصار الثورة البرتقالية وانصار رئيس الوزراء الاسبق فيكتور يانوكوفيتش"الذي اطاحته الثورة البرتقالية قبل ثمانية شهور، وتوقعت أن تحقق فوزاً كبيراً يؤهلها لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات. وخاطبت الشعب الاوكراني على الهواء مباشرة مشيرة الى"محاولات حقيقية تبذل حالياً للايقاع بي". وذكرت مصادر برلمانية أوكرانية أمس أن تحركات سريعة بدأتها اوساط المعارضة خلال اليومين الماضيين لاستغلال الازمة الحادة. وتوقع البعض أن تسفر عن تقريب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر نيسان أبريل المقبل، لتجري مطلع العام المقبل. وأعلنت أحزاب يسارية معارضة استعدادها للدخول في تحالف عريض مع تيموتشينكو في حال قررت خوض الانتخابات منفردة.