أكدت مصادر غربية أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تعتزم المضي في الخطة التي باشرتها الحكومة السابقة والرامية لتنشيط التطبيع مع العواصم المغاربية وبخاصة البلدان التي سبق أن أقامت علاقات ديبلوماسية كاملة مع الدولة العبرية. وكانت تونس والمغرب أقامتا علاقات سياسية في مستوى مكاتب تمثيلية اعتبارا من السنة 1995 وجمَدتاها لاحقا خلال القمة العربية التي عُقدت في القاهرة السنة ألفين، فيما أقامت موريتانيا علاقات ديبلوماسية مع الدولة العبرية في السنة 1999 في مستوى السفراء. وتشمل الخطة الإسرائيلية تكثيف الجهود لإقناع ليبيا بتطوير العلاقات معها من خلال تنظيمات اليهود الليبيين في اسرائيل مع استثمار الإجراءات الليبية الخاصة بدفع تعويضات لأصحاب العقارات المؤممة في السبعينات لتيسير زيارة الوفود اليهودية لليبيا. وفي معلومات المصادر الغربية أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستمنح الأولوية لتنفيذ الأجندة التي وضعها نائب الأمين العام لوزارة الخارجية في الحكومة الإسرائيلية المتخلية جاكوب هاداس أندلسمان، الذي قام بجولة مغاربية في شباط فبراير الماضي بحث خلالها مع مسؤولين في المغرب وتونسوموريتانيا آفاق تطوير التعاون الثنائي في المجالات السياسية والتجارية والسياحية والثقافية. تشجيع أميركي ويحظى ملف التطبيع المغاربي - الإسرائيلي باهتمام واشنطن التي ما انفكت تشجع على معاودة العلاقات الديبلوماسية بين الدولة العبرية وكل من تونس والمغرب. كذلك منح الأميركيون مكانة خاصة لترطيب الأجواء مع اسرائيل لدى مناقشتهم تطبيع العلاقات الليبية - الأميركية وشددوا على أن التقارب معها يشكل عنصرا مساعدا على رفع اسم ليبيا من لائحة الدول الداعمة للإرهاب والإسراع إلى تسمية سفير أميركي لديها. وكان هذا الموضوع استأثر بقسم مهم من محادثات المسؤولين الأميركيين الذين زاروا المنطقة في الفترة الأخيرة وفي مقدمهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ويلش اللذان قاما بزيارتين منفصلتين لكل من الجزائروتونس والرباط. ويربط الأميركيون تقدم الشراكة بين الجانبين في مكافحة الإرهاب بتحقيق خطوات على محور التطبيع. وحض مدير مكتب شمال أفريقيا في الخارجية الأميركية وليام جوردن في لقاءات مع مسؤولين ليبيين أخيرا على اتخاذ"مبادرات إيجابية في اتجاه اسرائيل"، مُلمَحا إلى أن تلك الإشارات ستقوَي من استعداد واشنطن لترفيع مستوى التمثيل الديبلوماسي مع ليبيا من مكتب اتصال حاليا إلى سفارة، كذلك رفع اسمها من اللائحة السنوية للبلدان الراعية للإرهاب. تكثيف التعاون الثنائي ولوحظ أن العلاقات التجارية بين اسرائيل والبلدان المغاربية تكثفت في الفترة الأخيرة وتطورت الزيارات المتبادلة بين رجال الأعمال وتوسع التعاون الأمني وتبادل الخبرات وبخاصة في مجال مكافحة الإرهاب. وبينما أحجمت العواصم المغاربية عن إرسال مسؤولين رسميين إلى اسرائيل في ظل التجميد المُعلن للعلاقات، استمرت اللقاءات بين وزراء مغاربيين واسرائيليين في أوروبا وأميركا على هامش اجتماعات دولية، فيما يقوم رؤساء الطوائف اليهودية المغاربية بدور موفدين رسميين إلى اسرائيل. وفي هذا الإطار أدى الأمين العام لمجلس الجماعات اليهودية في المغرب سيرج بيرديغو الذي تولى منصب وزير السياحة 1993-1995 وأندري أزولاي المستشار الخاص للملك محمد السادس زيارات منفصلة أخيرا لاسرائيل، فيما أرسلت الحكومة التونسية رئيس الطائفة اليهودية عضو مجلس المستشارين روجي بيسميث إلى اسرائيل ليعود شارون في مستشفى هداسا وينقل لمحيطه رسالة تعاطف باسم الحكومة التونسية. وأفادت المصادر أن السفيرالإسرائيلي في باريس نسيم زفيلي المتحدر من أصول تونسية يلعب حاليا دورا مهماً في تنشيط التطبيع المغاربي- الإسرائيلي بصفته صلة الوصل بين حكومته والمسؤولين المغاربيين الذين يزورون فرنسا. وبعدما أرجأت السلطات الليبية زيارة كان رئيس المنظمة العالمية لليهود الليبيين رامي كحلون يعتزم أداءها لليبيا طبقا لما كشفت عنه صحيفة"جيروزاليم بوست"في عددها الصادر يوم 3 آذار مارس الماضي، عاد الليبيون، نزولا عند ضغوط أميركية، ووجهوا له الدعوة بعنوان"زيارة بيت أهله ومناقشة مسألة تعويض اليهود عن ممتلكاتهم". ويُتوقع أن يلعب كحلون دورا مركزيا في إنضاج مسار التطبيع الليبي - الإسرائيلي. وطبقا للرواية الإسرائيلية فإن ثلاثين ألف يهودي غادروا ليبيا منذ استقلال البلد في سنة 1952 وتركوا وراءهم عقارات وممتلكات .