قالت مصادر مطلعة في دمشق ل"الحياة"أمس أن سورية"ليست مستعجلة"على زيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الى دمشق، مشيرة الى انها تريد"مقاربة شاملة"لكل اوجه العلاقات الحالية والمستقبلية بين دمشق وبيروت، في مقابل اقتراح السنيورة ان يتضمن الجدول اربع نقاط بينها"تحديد"مزارع شبعا واقامة العلاقات الديبلوماسية. ويتوقع ان يكون موضوع تحسين العلاقات السورية - اللبنانية ضمن النقاط التي سيطرحها الرئيس المصري حسني مبارك في سورية خلال زيارته في الايام المقبلة، وذلك قبل زيارة الرئيس جاك شيراك للقاهرة في 22 الشهر الجاري. وإذ لاحظ مراقبون في دمشق تعزيز موقف سورية في ضوء نتائج القمة العربية سواء لجهة"النجاح في عدم ادراج العلاقات بين دمشق وبيروت بالصيغة التي ارادتها قوى 14 اذار، او بتعزيز موقف الرئيس اميل لحود"، طرح تساؤل:"بأي صفة سيزور السنيورة دمشق، باعتباره رئيساً لكتلة الأكثرية في البرلمان أم باعتباره ممثلاً لنتائج الحوار الذي لم يكتمل بعد؟". وعلمت"الحياة"امس ان زيارة الأمين العام ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"أحمد جبريل لبيروت، تضمنت في أحد جوانبها"رسالة"فحواها رفض البحث في موضوع نزع سلاح المخيمات والمواقع الفلسطينية في لبنان، في مقابل تقديم"عرض"يتضمن عدم خروج السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتعهد الحكومة اللبنانية تحسين وضع الفلسطينيين في لبنان. وكان الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري اجتمع الاثنين الماضي مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع لاطلاعه على جدول الاعمال الذي اقترحه السنيورة في زيارته المرتقبة لدمشق. وعلمت"الحياة"ان خوري سيجتمع في اليومين المقبلين مع الشرع ورئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري. وأوضحت المصادر ان جدول الاعمال الذي اقترحه السنيورة، وفق ما نقله خوري الى سورية، تضمن اربع نقاط هي:"البدء بالتوازي باجراءات لإعادة الثقة بين البلدين، العلاقات الديبلوماسية وتحديد مزارع شبعا، ترسيم الحدود بين البلدين، مراجعة جميع الاتفاقات الموقعة بين الطرفين". واضافت المصادر ان الشرع وعد خوري بالبحث في الاقتراح للوصول الى جدول اعمال مشترك. لكن خوري"فهم من كلام الشرع ان سورية تريد مقاربة شاملة للعلاقات من كل الجوانب". وقال ل"الحياة"أمس إن"المناخ هو مناخ القيام بمقاربة شاملة بما فيها الأوجه السياسية والأمنية والاقتصادية". واشارت المصادر الى ان دمشق"ليست مستعجلة على الزيارة. ولا بد من الإعداد لها اعداداً جيداً وفي شكل هادئ من اجل ان تكون ناجحة، ذلك ان السنة الأخيرة تركت الكثير من الآثار النفسية السلبية التي تحتاج الى معالجة هادئة"، قبل ان تشير الى ان"المعالجة"تحتاج الى اكثر من لقاء وزيارة للسنيورة لسورية.