تلقى امس وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ دعوة من نظيره السوري وليد المعلم لزيارة دمشق قبل موعد عقد القمة العربية في الخرطوم في 28 الجاري نقلها اليه الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني - السوري نصري خوري، وتأتي تحت عنوان التنسيق بين البلدين. ووعد صلوخ بدراسة الدعوة والرد عليها قريباً، لكن مصادر وزارية رفيعة استبعدت لپ"الحياة"ان تتم الزيارة قبل عقد القمة. ولفتت المصادر الى ان صلوخ"لن يعطي الجواب النهائي في خصوص تلبية الزيارة قبل التشاور مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي كان مؤتمر الحوار الوطني كلفه بزيارة دمشق، للبحث مع القيادة السورية في اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وتحديد الحدود اللبنانية - السورية". وأوضحت المصادر ان"الظروف الراهنة غير مؤاتية لتلبية الزيارة التي يمكن لدمشق توظيفها بالإيحاء للقادة العرب في الخرطوم بأن العلاقات بين البلدين في أحسن حال ولا مكان للتوتر فيها". وإذ رأت المصادر ذاتها ان الدعوة السورية لصلوخ مشروعة انطلاقاً من الحنكة الديبلوماسية للافادة منها والايحاء بأن لا مشكلة راهنة تهدد العلاقات، سألت في المقابل عن الجدوى من زيارة وزير الخارجية اللبناني في ضوء قرار المتحاورين في مؤتمر الحوار تكليف السنيورة، وبالنيابة عنهم بحث مستقبل العلاقات مع القيادة السورية؟ ولم تستبعد المصادر ان تأتي دعوة المعلم نظيره اللبناني"في اطار الالتفاف على الدفعة الاولى من التوصيات الصادرة عن مؤتمر الحوار من ناحية، واللعب على التناقضات اللبنانية من ناحية ثانية من زاوية اظهار الانقسام اللبناني حول تلبية الدعوة". وأضافت المصادر ان لا مبرر لزيارة صلوخ لدمشق فيما يواكب رئيس الحكومة حركة الاتصالات العربية في اتجاه الاخيرة لمعرفة مدى الاستعداد السوري للبحث الجدي في جدول الاعمال الذي سيحمله السنيورة الى العاصمة السورية لبحثه مع القيادة فيها. فالمشكلة ليست في تلبية الدعوة وانما في الاستعداد السوري للتعامل ايجاباً مع التوصيات الصادرة عن مؤتمر الحوار. وكان خوري أعرب في تصريح له بعد اجتماعه مع صلوخ عن الأمل في ان تتم الزيارة قبل قمة الخرطوم نظراً الى اهميتها وانعكاساتها الايجابية على العلاقات بين البلدين. ورأى خوري ان البحث مع صلوخ تناول اوجه العلاقات وكان هناك توافق على ضرورة السعي بمختلف الطرق والوسائل لتجاوز الصعوبات والعراقيل التي تعترض هذه العلاقات وعودة الامور الى مجراها الطبيعي في علاقات اخوية طبيعية متكافئة انطلاقاً من الحرص على سيادة واستقلال كل من البلدين. ورداً على سؤال عن توقيت الزيارة قال خوري انه تم التشاور فيها اثناء الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب في القاهرة حيث أبدى المعلم رغبته بدعوة صلوخ الى زيارة دمشق للتنسيق في كل المجالات المتعلقة بالقمة العربية. وبالنسبة الى احتمال طرح مسألة التبادل الديبلوماسي خلال الزيارة قال خوري ان هذا الموضوع يعود راهناً الى الجانب اللبناني"ونحن ننتظر من صلوخ جدول الاعمال الذي يقترحه لهذه الزيارة". وحول زيارة السنيورة دمشق قال خوري:"لم يتسن لي بعد لقاء رئيس الحكومة وسأسعى للاجتماع معه في خلال هذين اليومين لمعرفة ما هي توجيهاته، لكن لا شك في انه مرحب به في دمشق". واعتبر خوري ان قول السنيورة ان بطاقة السفر"وان واي"كان بمعرض المزاح وان رئيس الحكومة معروف بمواقفه ويسعى الى تحقيق المصالح المشتركة بين البلدين. وسئل خوري عن صدى مؤتمر الحوار في دمشق؟ فقال:"كان هناك صدى ايجابي للمؤتمر وسورية كما هو معروف حريصة دائمة على استقرار لبنان وازدهاره كما ان لبنان حريص على ما اعتقد على استقرار سورية وازدهارها". ورداً على سؤال عن الموقف السوري من القرارات قال خوري:"لم يتسن لنا مناقشة هذا الموضوع لا مع الجانب السوري ولا مع السنيورة".