شنّ الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف هجوماً عنيفاً على سياسة الولاياتالمتحدة، ووصف الرئيس الأميركي جورج بوش بأنه يقود بلاده نحو"ظلام دامس"، ودافع عن سياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره يسعى إلى"إصلاح ما دمره سلفه بوريس يلتسن". وفي حديث نشرته مجلة"تايم"الأميركية أمس، أعرب غورباتشوف عن اعتقاده بأن"البعض يدفع الرئيس الأميركي جورج بوش في الاتجاه الخاطئ"، مضيفاً أن"أميركا أصابتها نشوة القوة الاكبر في هذا العالم. تريد أن تفرض إرادتها. ولكنها في حاجة إلى التغلب على ذلك، لأن عليها مسؤولياتها مثلما لها قوتها. أقول ذلك كوني صديقاً لأميركا". ولم يسلم من انتقادات غورباتشوف سوى وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، التي وصفها بأنها"شخصية مطلعة وتعرف روسيا جيداً"، وزاد أنها ملتزمة بالتوصل إلى حلول سياسية للمشكلات،"لكنها تمر بوقت عصيب، وهذا ما حدث لسلفها كولن باول". وزاد:"لا أعتقد أن الولاياتالمتحدة تستطيع أن تفرض إرادتها على الآخرين. فهذا الحديث عن ضربات استباقية وتجاهل مجلس الأمن والتزامات الشرعية الدولية... كل هذا يقود إلى ليل دامس". وهاجم غورباتشوف من يسعى إلى التركيز على قضايا الديموقراطية والحرية في روسيا، وقال:"على واشنطن أن تقلق للمسائل الداخلية الروسية إذا كانت تهم الروس"، واعترف بأن وسائل الإعلام"تتعرض لضغوط"لكنه لفت إلى أن"الروس لا يهتمون بذلك والديموقراطية، ما زالت هشة". وجاء حديث الزعيم السوفياتي الذي يحمّله كثيرون مسؤولية انهيار الدولة العظمى نتيجة سياسة الانفتاح على الغرب وإعادة البناء البيريسترويكا بمناسبة نشر كتابه الجديد الذي كرسه للأوضاع في روسيا في عهد الرئيس فلاديمير بوتين. ووصف غورباتشوف بوتين بأنه"يسير على الطريق الصحيح، ساعياً نحو سياسات اشتراكية واجتماعية أكثر وتحسين الرعاية الصحية والتعليم". وأوضح أنه في الوقت الذي تحاول فيه روسيا النهوض من جديد فإن الغرب لا يقبل ذلك. في المقابل، انتقد غورباتشوف بشدة الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن واتهمه بأنه"دمّر بلاده وسمح لعدد قليل من الناس أن يستولي على ثرواتها"ولفت إلى أن "الغرب لم يوجه نقداً إلى يلتسن"، معرباً عن قناعته بان بوتين يحاول"إصلاح الفوضى التي تركها سلفه".