سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعيم "كديما" يعرض على "شاس" 4 وزارات بينها الداخلية ويعدها باستنفاد فرص التفاوض قبل اللجوء الى خطة الفصل . تراجع "العمل" عن حكومة طوارئ اجتماعية برئاسته يمهد لحكومة واسعة برئاسة اولمرت
فعلت الانتقادات الشديدة اللهجة التي وجهها أقطاب في حزب"العمل"الاسرائيلي وصحافيون كبار لزعيم الحزب عمير بيرتس على خلفية سعيه لتشكيل حكومة طوارئ اجتماعية برئاسته تضم أحزاب اليمين المتشدد والمتدينين المتزمتين، مفعولها، وأعلن الحزب تخليه عن الفكرة، معززاً بذلك فرص قيام الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف بتكليف زعيم حزب"كديما"ايهود اولمرت تشكيل حكومة جديدة في وقت نُقل عن الأخير قوله انه سيقدم على تنفيذ"خطة الانطواء"تجميع المستوطنين في الكتل الاستيطانية الكبرى وضمها الى اسرائيل فقط بعد استنفاد العملية السياسية والتفاوض مع الفلسطينيين. ولم تصمد فكرة بيرتس الالتفاف على"كديما"وتشكيل حكومة يمينية برئاسته تعنى بالقضايا الاجتماعية الملحة، أمام عاصفة ردود الفعل داخل حزب"العمل"وخارجه، ليقول القريبون من زعيم"العمل"انه لم يكن المبادر لهذه الفكرة وان اصحابها هم قادة الاحزاب اليمينية المتشددة والحركات الدينية المتزمتة الذين مارسوا ضغوطاً عليه. وأعلنت النائب يولي تميرم باسم بيرتس ان"العمل"لن يكون شريكاً في حكومة تضم اليمين المتطرف، ما يمهد الطريق لترشيح اولمرت لرئاسة حكومة جديدة يكون فيها"العمل"شريكاً بازراً. وكان القطب البارز في"العمل"ماتان فلنائي وصف فكرة بيرتس ب"الغبية"وأعلن معارضته بكل قوة تشكيل حكومة مع متطرفين"لأن جمهورنا لم ينتخبنا من أجل ذلك". واعتبر الوزير السابق أوفير بينيس الحديث عن حكومة كهذه مناورة من زعيم حزبه الغرض منها"تحسين موقع الحزب"عشية المفاوضات الائتلافية المتوقعة مع"كديما". ونقلت الصحف العبرية عن أركان في"العمل"انتقادهم الحاد لبيرتس"الذي يظن نفسه نابليون بونابرت"على حد قول أحدهم، ليضيف آخر ان بيرتس"يفقد البوصلة"في كل مرة يحقق فوزاً في الانتخابات. وشارك كبار المعلقين في الحملة على بيرتس، ووصفوا مبادرته ب"لعبة قذرة"وتساءلوا كيف يمكن لمن يدعي انه"حمائمي"ان يجلس الى جانب قادة المستوطنين وأصحاب فكر ترحيل الفلسطينيين. ودعوه الى التعقل والشروع بجدية في التفاوض مع أولمرت ليكون شريكاً في حكومة انتظرها معظم الاسرائيليين. في غضون ذلك، خسر"العمل"مقعده العشرين لمصلحة تحالف"العربية الموحدة - العربية للتغيير"برئاسة الشيخ ابراهيم صرصور، وذلك بعد ان تبين خطأ في تسجيل نتائج بعض الصناديق منح"الموحدة"بعد تصحيحه مقعدها الرابع للشيخ عباس زكور ليبقى"العمل"مع 19 مقعداً فقط، اي اقل بثلاثة مقاعد عن الكنيست السابق، ودفع تصحيح الخطأ بعدد من الاحزاب الى تقديم طعون في النتائج للجنة الانتخابات المركزية والمطالبة بإعادة فحص صناديق اقتراع يشتبه بأن عمليات تزوير حصلت فيها. من جهته، اعلن حزب"المتقاعدون"7 مقاعد دعمه تكليف اولمرت لتشكيل حكومة جديدة فيما ينتظر الأخير قرار مجلس حاخامات المتدينين المتزمتين الحرديم بشأن موقف نواب حركتي"شاس"و"يهدوت هتوراة"12+6 إذ سيوفر دعمهما لأولمرت غالبية برلمانية واسعة لحكومته. ووفقا لصحيفة"معاريف"، فإن اولمرت اقترح على زعيم حركة"شاس"ايلي يشاي أربع حقائب وزارية احداها وزارة الداخلية التي طالما كانت شرط الحركة لدخول اي ائتلاف. وأضاف ان اولمرت سارع الى اغراء"شاس"لقطع الطريق على محاولة بيرتس تشكيل حكومة برئاسته. من جهتها، ذكرت"هآرتس"ان اولمرت أكد ليشاي انه سيعمل على صعيد علاقاته مع الفلسطينيين، من أجل استنفاد عملية التفاوض قبل ان يقدم على تنفيذ خطته لانسحابات أحادية من أجزاء في الضفة الغربية في طريق ترسيم حدود الدولة العبرية، علماً ان الزعيم الروحي لحركة"شاس"عوفاديا يوسف يعارض انسحابات أحادية"لا تضمن أمن الاسرائيليين والمستوطنين". ومن المتوقع ان يحسم"الحرديم"موقفهم النهائي اليوم، لكن المؤشرات تقود الى ان اولمرت سينجح في نهاية المطاف، وليس قبل ان تدور"معارك"داخل الاحزاب التي ستشكل الحكومة على المناصب الوزارية، في اقامة حكومة جديدة تتشكل من كل من"كديما"29 و"المتقاعدون"7 و"العمل"19 والحرديم 18، وربما ايضاً بمشاركة ميرتس 5 و"اسرائيل بيتنا"10. بكلمات أبسط، فإنه باستثناء"ليكود"12 والاحزاب العربية 10 و"تحالف الاتحاد القومي - مفدال"9 فإن سائر الاحزاب التي ستتمثل في الكنيست الجديد مرشحة بقوة لدخول الائتلاف الحكومي الجديد.