بعد انتقال الطالب إلى المرحلة الثانوية، تزداد حاجته إلى الإرشاد الذي يعتبر جزءاً من البرنامج التربوي. هنا يبرز جلياً دور المرشد التربوي في المرحلتين المتوسطة والثانوية. نظراً إلى أن الطالب في هاتين المرحلتين أصبح على درجة كافية نسبياً من الوعي بأهمية العمل المهني، فعلى المرشد جمع المعلومات عن المهن التي يمكن أن تكون ذات جدوى له ونشرها، ويرسم في اطارها الخطط اللازمة لهذا الجانب. كما يتطلب الوضع من المرشد التنسيق مع المدرسين للربط بين ما يقومون بتدريسه داخل الفصل وبين عالم المهن. تقع أيضاً على عاتق المرشد مسؤولية رسم الخطط التوعوية للمراحل التعليمية التي تتبع كل مرحلة من هاتين المرحلتين، كالثانويات الصناعية والتجارية والمهنية التي تلي المرحلة المتوسطة، والجامعات والكليات التقنية والمتوسطة التي تفسح المجال أمام خريجي الثانوية للالتحاق بها. ومن مهماته، اعداد البحوث والدراسات الارشادية التي تسهم في الرقي بالتوجيه والارشاد واجراء الاختيارات والمعايير التي تفيد العملية الارشادية وزيادة ثقافته واطلاعه على المشكلات التي يُعاني منها المراهقون. ومن المهم أيضاً التعريف بالتوجيه والارشاد الطلابي بدرجة مكثفة داخل المدرسة وخارجها وزيادة الاتصال بأولياء أمور الطلاب. واخيراً تظهر أهمية المرشد في التنسيق مع الهيئة الادارية والتدريسية في كيفية معاملة الطالب الذي يعيش في هذه المرحلة - فترة اضطراب نفسي نتيجة للنمو الجسمي، واشعاره بأنه عنصر مقبول من الجميع. وعلى تنفيذ مراكز الخدمة الارشادية في العالم العربي لتشمل كل المدارس الحكومية والخاصة. ففي المملكة العربية السعودية هناك وعي ونهضة مميزة في هذا المجال. ونلاحظ ذلك من خلال قراءة كتاب"التوجيه والإرشاد الطلابي"لمحمد قاري عادل السيّد. إذ يطبّق الإرشاد على مختلف المستويات بدءاً من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى المرحلة الثانوية، استناداً إلى قرار وزير التعليم. خطط التنمية سعياً الى تحقيق أهداف خطط التنمية في الدول العربية، جاءت أهمية برنامج توجيه الطلاب للتخصصات الدراسية في المرحلة الثانوية لمساعدتهم في اختيار تخصصاتهم الدراسية في المرحلة الثانوية والمرحلة التي تليها بما يتلاءم وحاجاتهم واتجاهاتهم وميولهم وما يتطلبه الوطن من كفاءات متخصصة في مختلف المجالات العلمية والدور الذي يمكن للعاملين في المدرسة الثانوية مدير، معلم، مرشد طلابي في مساعدة الطالب على اتخاذ القرار الملائم في اختيار تخصصه الدراسي والمستقبلي. ومن أهم نقاط البرنامج: أ - مساعدة الطلاب على حسن اختيارهم لتخصصاتهم الدراسية في المرحلة الثانوية التي تتلاءم مع قدراتهم واستعداداتهم ومطالب التنمية في الوطن. - توعية الطلاب حول الفرص التعليمية والمهنية المستقبلية المتاحة لكل تخصص بعد التخرج من المرحلة الثانوية وما يليها من مراحل دراسية أخرى. 3 - اكساب الطلاب مهارة اتخاذ القرار في ضوء قدراتهم واستعداداتهم وميولهم وفق الفرص التعليمية والوظيفية المتاحة. 4 - مساعدة المعلمين وتزويدهم بالأساليب التربوية التي تساعد الطلاب في حسن الاختيار الدراسي والمهني الذي يتناسب مع ميولهم وقدراتهم واستعداداتهم واتجاهاتهم ومتطلبات العمل في الوطن. 5 - استثمار اللقاءات الفردية والجماعية مع أولياء الطلاب لتزويدهم أيضاً بالأساليب التربوية والنفسية المناسبة لمساعدة أبنائهم في اختيار التخصص الملائم. ونُفّذ هذا البرنامج في السعودية من خلال تشكيل لجنة في ادارة التعليم تتكون من مدير التعليم ومدير الشؤون التعليمية ومدير شؤون الطلاب ورئيس قسم التوجيه والإرشاد ومدير مدرسة ثانوية لدراسة الإجراءات التنفيذية لتوزيع الطلاب على التخصصات المختلفة وفقاً لميولهم وقدراتهم وإمكاناتهم الدراسية. بهذه الطريقة، يكوّن الطالب شخصيته المستقلة والحُرة وتتم تهيئته بالتالي لخوض معركة الحياة بثقة وجدارة.