لست مغرماً بالألقاب. ولست ممن يضعون أكاليلها على الرؤوس اعتباطاً. لكنني في الوقت ذاته، أحترم التاريخ وأقدر المبدعين الذين قدموا عطاءاتهم وعصارة فنهم وفكرهم إلى الناس، وأنحني أمام السنوات التي أريقت أمام محراب الفن والإبداع للبحث عن كلمة جميلة أو نغمة مميزة تبقى في الذاكرة. مقدمتي هذه أسوقها احتراماً وتقديراً للفنان الكبير أبو بكر سالم بلفقيه الذي أسهم عبر سنوات عدة في تشكيل الخريطة الغنائية في بقعة مهمة من بقاع وطننا العربي، وهي الخليج والجزيرة العربية. حفر اسمه في الزمن الصعب وفي وقت العمالقة الكبار. لا تزال أغانيه وطريقة أدائه ملهمة للعديد من الأصوات في وقتنا الراهن. أبو بكر هذا نثر ألحانه وكلماته على حناجر نخبة مميزة من نجوم الفن العربي، شملت وردة وذكرى وهيام يونس وعبدالله الرويشد وأصيل أبو بكر والعديد من الأصوات وشهد له كثيرون من نجوم الطرب العربي، في مقدمهم الكبير وديع الصافي. من حسن حظي أنني دعيت لحضور الاحتفالية الكبرى للفنان أبو بكر في مناسبة توقيعه العقد الفني مع شركة"روتانا. توقفت كثيراً عندما أطلق عليه عميد الصفقات الفنية الناجحة سالم الهندي المدير الفني في الشركة لقب عميد الفن العربي. وبموجب العقد، انضم الفنان أبو أصيل إلى كوكبة نجوم الشركة، ليدخل في منافسة جديدة مع الشباب في"روتانا"وليضع نفسه أمام تحد جديد - والفن دائماً تحد من نوع خاص. تلك الأمسية كانت مناسبة للتأكيد أن فن أبو بكر سالم قادر على الصمود وعلى التواجد وعلى الحضور في زخم الأسماء الموجودة، بل إن أبو بكر سيجدد شبابه مرة أخرى وسيمنح فنه شيئاً من الشبابية في ظل المنافسة الحاصلة. فهو الآن"كتفاً بكتف"مع كل النجوم الذين يسجلون مبيعات قوية في سوق الكاسيت بل ويطمع معظم محبيه بأن يجدد قديمه بتوزيع أسلوب جديدين بعد هذه الصفقة الفنية . وأنا في حفلة التوقيع بين"روتانا"وأبو بكر عادت بي الذكرى سنوات طويلة عندما كنا صغاراً ونشتري تلك العلكة الحلوة حتى نحصل على صور الفنانين بالألوان وكنا نرمى العلكة لكننا لا نرمي صور النجوم وكان الفنان الدكتور أبو بكر كما منحته إحدى الجامعات اليمنية من ضمن تلك الصور المهمة التي كنا نحرص على الحصول عليها وكم هو جميل أن تعود تلك الصورة من جديد ليقدم الفنان أبو بكر سالم فنه على مساحات عربية كبيرة مستغلاً ومستثمراً شهرة"روتانا"، وقدراتها التوزيعية والفضائية ليصل صوته وإبداعه إلى كل العالم العربي وليكن مثل تلك العلكة التي"حلّت"ألسنتنا ولتحلّي مع"أبو أصيل"أسماعنا. كرمت الدوحة أبو بكر سالم عبر مهرجانها كعميد للأغنية في الجزيرة العربية، وكرمته"روتانا"الآن بتوقيع عقدها معه لترعى فنه ولتكسب رقماً مهماً ليس بالقليل ولتكسب من ورائه جمهوراً عريضاً عشق فنه وطريقة غنائه. حقاً هو عميد للفن العربي لأن تلك السنوات السبعين التي أمضاها في هذا المجال ليست رخيصة بل هي غالية جداً. ذهبت العلكة وبقي أبو بكر سالم!