عاد الهدوء إلى شوارع قطاع غزة امس في اعقاب الاتفاق بين حركتي"فتح"و"حماس"على نزع فتيل التوتر الشديد الذي ساد القطاع أول من أمس على خلفية تصريحات رئيس المكتب السياسي ل"حماس"خالد مشعل وردود"فتح"عليها. الا ان ذلك لم يمنع وقوع حوادث صغيرة متفرقة. وخلت شوارع القطاع من أي مظاهر مسلحة، واختفى المسلحون من"فتح"و"حماس"، وتوقفت التظاهرات والمسيرات وكذلك الصدامات التي وقعت بين طلاب"فتحاويين"من جامعة الازهر التي تسيطر عليها"فتح"وبين طلاب"حماسويين"من الجامعة الاسلامية التي تسيطر عليها"حماس". وساهم في ارساء الهدوء اغلاق جامعات الازهر والاسلامية والاقصى لمدة ثلاثة أيام لمنع الاحتكاك بين الطلاب المنقسمين في تأييدهم للحركتين. وجاء هذا الهدوء في اعقاب الاجتماع الذي تداعى الى عقده قادة الحركتين في غزة تحت رعاية مصر التي دخلت فوراً على خط الازمة، اذ التقى وفد أمني مصري مؤلف من اللواء رأفت شحاته واللواء محمد إبراهيم مع رئيس الحكومة اسماعيل هنية مساء أول من امس، ما افضى الى عقد لقاء بين الحركتين لاحقا. وتُوّج هذا اللقاء الذي استمر حتى ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد بتوقيع بيان مشترك من الحركتين اكدتا فيه"تواصل العمل المشترك من خلال تشكيل لجنة حوار دائمة لمتابعة كل القضايا بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية". وناشدت الحركتان في بيانهما المشترك الذي تلاه في مؤتمر صحافي الناطق باسم"فتح"في القطاع ماهر مقداد"جماهير الشعب الفلسطيني الكف عن مظاهر الاحتكاك التي تقود إلى الاحتقان". وقال فيما كان يقف الى جواره الناطق باسم"حماس"سامي أبو زهري، ان الطرفين اتفقا على"العمل المشترك لتعزيز الوحدة الوطنية"و"ضرورة تطوير التضامن والتلاحم على كل الصعد الشعبية والرسمية للتصدي للحصار الظالم وغير المبرر". ودعت الحركتان"الى وجوب احترام قيادات الشعب ورموزه الوطنية والابتعاد عن لغة التشكيك والتشويه والاساءة والتطاول والتخوين". كما دعتا الرئاسة والحكومة الى"تعزيز آلية التنسيق بينهما بما يساعد على تطوير كل المؤسسات الحكومية لخدمة ابناء شعبنا الفلسطيني". وسبقت اللقاء اشتباكات بين طلاب جامعتي الازهر والاسلامية ادت إلى اصابة نحو 40 طالباً بالحجارة وشظايا قنابل محلية الصنع وتحطيم نوافذ وابواب عدد من مباني الجامعتين. وعبرت الحكومة الفلسطينية عن أسفها لهذه الاشتباكات وما رافقها من حال توتر واحتقان في الشارع. الى ذلك، تنوي حركة"فتح"تنظيم تظاهرة ضخمة في مدينة غزة اليوم للتنديد بتصريحات مشعل. وعلى رغم ان عباس الغى تظاهرة مماثلة كانت مقررة امس لقوات امنية، فان"فتح"ستنظم هذه التظاهرة. حوادث امنية متفرقة ورغم الاتفاق على تخفيف حال الاحتقان، شهدت الاراضي الفلسطينية حوادث امنية متقطعة، اذ احتل نحو 20 مسلحا من انصار"كتائب الاقصى"التابعة ل"فتح"امس مبنى بلدية نابلس في الضفة الغربية احتجاجا على"حماس"، واجبروا الموظفين على مغادرة مكاتبهم، قبل ان يخرجوا من المبنى بعد نحو ربع ساعة دون اي حادث. واطلق مسلحون من"كتائب شهداء الاقصى"النار بكثافة على مكتب وزير الصحة الدكتور باسم نعيم الذي لم يصب بأي أذى. ووصلت قوات من الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية إلى مكتب الوزير واشتبكت مع المسلحين الذين اطلقوا النار بكثافة على مكتب الوزير الذي كان يلتقي عددا منهم للبحث في مشكلة أحد أبناء عائلة غزية يقيم في الأردن وبحاجة على تغطية مالية لعلاجه الكيماوي جراء اصابته بالسرطان. واصيب ثلاثة من المهاجمين نقلوا الى المستشفى، فيما اعتقلت الشرطة خمسة آخرين اعتلوا سطح المبنى في شارع الوحدة في مدينة غزة. وقال ناطق باسم وزير الصحة ان الوزير احال امر نفقات المريض على مجلس الوزراء والرئيس محمود عباس بصفتهما جهتي الاختصاص، الا ان الامر لم يرق للعائلة فوقع الحادث.