أعلنت حركة «فتح» إلغاء مهرجان إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات في مدينة غزة غداً، في خطوة تعكس مدى التوتر الشديد في العلاقة مع حركة «حماس» في قطاع غزة، وتنذر بالعودة إلى الاقتتال الداخلي. وجاء قرار «فتح» بعدما أبلغتها «حماس» بعدم قدرتها على توفير الأمن والحماية اللازمين لمئات آلاف «الغزيين» المتوقع مشاركتهم في الاحتفال، فيما اتهمت «كتائب شهداء الأقصى»، الذراع العسكرية ل»فتح» أمس «حماس» بالوقوف وراء التفجيرات التي استهدفت فجر الجمعة الماضي منازل 15 قيادياً «فتحاوياً» منصة الاحتفال. وفي وقت لاحق، اعتبرت «حماس» قرار «فتح» إلغاء المهرجان «شأناً فتحاوياً داخلياً لا علاقة لحماس به»، داعية «فتح» إلى «الكف عن المهاترات وكيل التهم وتصدير أزماتها الداخلية إلى الغير». وعبر الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في غزة عن «استهجان» حركته قرار «فتح» إلغاء المهرجان «واستهجانها أكثر مما ورد في بيان فتح الذي حمل حماس مسؤولية إلغاء المهرجان، في محاولة منها لتصدير الأزمة الداخلية». وقال: «منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها فتح إقامة مهرجان مركزي في غزة في ذكرى رحيل القائد عرفات، اعتبرنا في حماس أن نجاح هذا المهرجان تعضيد للمصالحة، وقررت الحركة المشاركة بوفد قيادي عالي المستوى في المهرجان». وتأتي هذه التطورات الخطيرة والمناكفات بين الحركتين على خلفية عدم دفع رواتب الموظفين العسكريين والأمنيين في حكومة «حماس» السابقة، في وقت تتعرض مدينة القدس والمسجد الأقصى إلى اعتداءات خطيرة يومياً. «كتائب الأقصى» تتوعد وتوعدت «كتائب الأقصى» أمس «حماس» بالرد على قياداتها بالمثل في الضفة، بعدما تلقى قادة «فتحاويين» رسائل تهديد بالقتل خلال الساعات الأخيرة، ما يُنذر بانزلاق الأوضاع إلى حرب أهلية في الضفة أيضاً. وقالت في بيان إنها «لن تقف مكتوفة الأيدي، فقد بلغ السيل الزبى». وأضافت: «نقول لتلك المليشيات المأجورة بأن هذه الأفعال ستجدون مثلها في الضفة، ولن نسمح بأن تفجروا وتقتلوا أبناء فتح في غزة، وأبناء حماس في الضفة ينعمون بالأمان». وتعهدت أنه «لن يكون أمان لأحد منكم في الضفة، وستكون رموزكم هدفاً لكتائب الأقصى». ويسود توتر شديد في القطاع منذ وقوع التفجيرات التي حملت قيادة «فتح» حركة «حماس» وأجهزتها الأمنية المسؤولية عنها، في ظل حملات تحريض ضدها وضد الرئيس محمود عباس. إلغاء المهرجان وأعلن عضو اللجنة المركزية في «فتح» زكريا الأغا خلال مؤتمر صحافي عقده في غزة أمس إلغاء تنظيم المهرجان. وأضاف بحضور أعضاء الهيئة القيادية العليا للحركة في غزة: «بعد سلسلة الانفجارات والاعتداءات التي طاولت قيادات في فتح، أُبلغنا من الجانب السياسي والأمني في حماس أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة لا تستطيع تأمين المهرجان وحماية المشاركين». وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للحركة: «طلبت من القائمين على إصلاح المنصة في ساحة الكتيبة (غرب غزة) مغادرة المكان (ما يعني رفض تنظيمه)، إضافة إلى الطلب من شركات النقل والمواصلات عدم تأجير حافلات لفتح». واعتبر أن «هذه المواقف تمس بالمصالحة الفلسطينية التي تم التوافق عليها بين الحركتين في لقاءات القاهرة»، محذراً من «تداعيات الموقف على الوضع الداخلي الفلسطيني، والنتائج السلبية المترتبة على ذلك». داخلية «حماس» وكانت وزارة الداخلية في غزة (حماس) أعلنت أنه تم إبلاغ «فتح» رسمياً اعتذار الوزارة عن عدم تأمين مهرجان ذكرى عرفات وحمايته. وقالت في بيان على موقعها الإلكتروني إن هناك «توتراً شديداً في أوساط الرأي العام، وتبادل اتهامات أعقب التفجيرات المشبوهة الأخيرة التي دانتها الوزارة». وأضافت أنه تم الاعتذار عن التأمين «خوفاً من انفلات الأمور وخروجها عن السياق في ظل حال الاحتقان الداخلي، خصوصاً في ظل الصعوبات اللوجستية والإدارية الناجمة عن عدم تواصل رئيس الوزراء، وزير الداخلية رامي الحمد الله مع الأجهزة الأمنية منذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني حتى يومنا، وعدم صرف أي موازنات أو مصروفات للوزارة على رغم صعوبة الوضع». واعتبرت أن «الأهم من ذلك أن منتسبي الأجهزة الأمنية لم يتلقوا رواتبهم منذ تشكيل حكومة التوافق، ولم تعترف الحكومة بحقهم كأجهزة أمنية، وتعتبرهم غير شرعيين، فضلاً عن وصف تلك الأجهزة بأوصاف غير لائقة، إضافة لعدم طلبه من الوزارة تأمين مهرجان ذكرى الراحل عرفات». رسائل تهديد ل «فتحاويين» إلى ذلك، قالت مصادر في «فتح» ليل السبت - الأحد إن كبار قادة الحركة في القطاع تلقوا رسائل تهديد خطيرة عبر هواتفهم النقالة. وأوضحت لصحيفة «القدس» المحلية أن «الرسائل تضمنت تهديداً بالاغتيال وتفجير ساحة الكتيبة في حال تم تنظيم المهرجان». وأشارت إلى أن «الرسائل وصلت إلى هواتف المسؤولين عن تنظيم المهرجان، من دون معرفة هوية المرسل».