توافقت الكتل السياسية العراقية أمس على حل لأزمة"الملف الأمني"، لكن قضية خلافية جديدة برزت تتناول ضم الميليشيات الى الأجهزة الأمنية. وقال النائب وائل عبد اللطيف من قائمة"العراقية"بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي للصحافيين بين الاجتماعات"لا خلاف على اللجنة الوزارية الأمنية إنما على القانون الرقم 91 المتعلق بالميليشيات". وأعلن زعيم"جبهة الحوار الوطني"صالح المطلك ان"المشكلة التي تعيق تقدم المفاوضات لا تقتصر على صلاحيات نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن، بل على سعي الحكومة لضم الميليشيات الحزبية الى القوى الأمنية". واستمرت عقدة المرشح لرئاسة الوزراء، وتبين ان نسبة 60 في المئة من اعضاء"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعي أصبحوا ضد استمرار ترشيح ابراهيم الجعفري للمنصب ويطالبونه بالتنحي. ومع بدء تطبيق"امن ذاتي"في المناطق السنية من بغداد تحت"رعاية اميركية"، قالت مصادر عراقية في عمان ان "مقاومين عراقيين"خطفوا في بغداد شقيقي عضوين في المجلس الوطني العراقي من دون ان تُعلن ذلك رسمياً الشرطة او الجهة الخاطفة. راجع ص2 و3 واكدت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، ان طه المطلك شقيق صالح المطلك اختطف الخميس الماضي في بغداد وكذلك شقيق خلف العليان، الامين العام لمجلس الحوار الوطني، والذي اختفى الجمعة. وكانت الكتل السياسية عقدت اجتماعاً مطولاً أمس في بغداد للبحث في تشكيل الحكومة والملف الأمني، درست خلاله اقتراحات لجنة وزارية تضم ست ممثلين عن الأكراد والسنة والشيعة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء من اجل تحديد الجهات التي ستمسك بالملف الامني في الحكومة المقبلة، وتوصلت الى اتفاق يقضي برئاسة رئيس الوزراء"اللجنة الوزارية للأمن الوطني"على ان"يتعاون رئيس الوزراء ونائبه في الاشراف والمتابعة لحل المشاكل في الجانب الأمني"وتتخذ القرارات بالتصويت بالغالبية داخل اللجنة. وعلم ان الكتل السياسية ستستكمل اليوم الأحد البحث في مسألتي النظام الداخلي لمجلس الوزراء وتشكيل الحكومة بما في ذلك رئيسها. ومع تصاعد دعوات داخل"الائتلاف الموحد"تحض الجعفري على التنحي"للخروج من الأزمة السياسية وتشكيل الحكومة"جددت القوى المتحالفة في"الائتلاف"مواقفها، وأصر كل من"حزب الدعوة"والتيار الصدري على الاستمرار في ترشيحه، رداً على دعوات بعض نواب كتلة"المستقلون"و"حزب الفضيلة"المنضويين في"الائتلاف"الى تنحيه. ومع انتشار ظاهرة المواجهات الليلية المسلحة بين حراس الأحياء"السنية"في بغداد ومسلحي"فرق الموت"الذين يرتدون زي القوات العراقية، تتجه المناطق السنية في العاصمة الى اعتماد أكبر على القوات الأميركية لضمان أمنها، ما توّج باتفاق أبرمه معها"وجهاء سنة"يقضي بمنحهم"الضوء الأخضر"لمهاجمة أي قوة للشرطة أو الجيش تدخل مناطقهم ليلاً أو نهاراً. ويأتي هذا التطور ليعزز تقارير سابقة أكدت بناء"أمن ذاتي"في مناطق سنية لمواجهة الهجمات المتزايدة ل"فرق الموت"الشيعية، والتي كان آخرها حدوث مواجهات في الأيام الثلاثة الماضية بين"حراس"أحياء اليرموك والعامرية والدورة السنية مع الشرطة. وأسهم تسليم القوات الأميركية معظم مناطق جانب الرصافة الشيعي شرق نهر دجلة إلى القوات العراقية، ما عدا حي الأعظمية السني الذي بقي خاضعاً للسيطرة الأميركية إلى جانب معظم أحياء جانب الكرخ السني غرب النهر، في تسهيل قيام"أمن ذاتي"في القطاعات والاحياء السنية من العاصمة. وكشف إمام مسجد سني في منطقة الدورة، ل"الحياة"أن مجموعة ضباط اميركيين زارت قبل أسبوعين حي المسجد، و"طلبت الاجتماع معي وعدد من الوجهاء، وسلمتنا أرقام هواتف خاصة بقوة التدخل السريع الأميركية للابلاغ عن أي هجوم ليلي لفرق الموت ومنحتنا ضوءاً أخضر لتشكيل قوة حراسة مسلحة من أبناء الحي". وزاد: شهد ليل"الخميس - الجمعة مواجهات مسلحة بين حرس المنطقة ودورية من الشرطة حاولت اقتحام الحي، تدخلت خلاله القوات الأميركية لمصلحتنا عبر إرسال مروحيات ومطاردة القوة المهاجمة واعتقال عدد من عناصرها". وأقر قائد قوات"حفظ النظام"التابعة للداخلية اللواء مهدي صبيح ل"الحياة"بأن استخدام هذه الفرق زي وآليات وأسلحة الشرطة، أرغم الوزارة على إبرام اتفاق مع القوات الأميركية، يقضي بعدم خروج أي دورية عراقية من دون مرافقة أميركية، حتى لا يُوفر ذلك مبرراً"للأهالي لضربنا". وليل امس افاد بيان للجيش الاميركي ان طائرة هليكوبتر عسكرية اميركية"سقطت جنوب غربي بغداد"من دون ان يذكر تفاصيل عن سقوط ضحايا او نوع الطائرة. واشار الى ان"الطائرة كانت تقوم بدورية جوية قتالية."وفي بيان نشر على الانترنت اعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم"جيش الراشدين"انها اسقطت الطائرة قرب بلدة اليوسفية وهي منطقة تشهد نشاطاً ملموساً للمسلحين السنة جنوب غربي بغداد مباشرة.