تحولت عشرة أحياء من بغداد، كانت مختلطة منذ نحو سنة، الى شيعية بالكامل، بحسب سكان وقادة عسكريين أميركيين وعراقيين ومسؤولين محليين. وأفاد تحقيق مطول لصحيفة "نيويورك تايمز"، نشرته في اعقاب انتهاء زيارة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى العراق واتفاقه مع القيادة العراقية على استراتيجية واسعة للأمن في بغداد، ان الميليشيات الشيعية، وبعضها مرتبط بالائتلاف الحاكم، تعيد رسم الخريطة المذهبية لأحياء العاصمة التي يعيش فيها ربع سكان العراق تقريباً. راجع ص2و3 وشدد التقرير على انه في موازاة "الحل الأميركي" تتحرك الغالبية الشيعية لتطبيق حلها الخاص، وهو السيطرة على العاصمة عبر طرد الأقليات السنية من مناطق مختلطة مذهبياً. وخلال الشهور الماضية، أصبحت قطاعات كاملة من بغداد شيعية، ما أدى الى نزوح آلاف السكان السنة. وفيما يدرس الرئيس جورج بوش إرسال مزيد من الجنود إلى العراق، يقول بعض اعضاء الحكومة العراقية إن على الأميركيين البقاء خارج الصراع المذهبي في العاصمة وترك المعركة فيها لأن التدخل سيطيل أمد القتال. وزار مراسل الصحيفة ضابطاً عراقياً عالي المستوى في قاعدة للجيش شمال بغداد، حيث شاهد خريطة للعاصمة التي"تنقسم بسرعة"وكُتب على كل منطقة"سنية"أو"شيعية". وقال اللواء الذي طلب عدم ذكر اسمه،"نواجه الآن أسلوباً جديداً يتمثل بتقسيم المناطق... إن السياسيين هم الذين يقومون بذلك". من جهة ثانية كشفت شخصيات سياسية عن تشكيل فرقتين من الجيش لحماية امن بغداد بالاتفاق بين الكتل البرلمانية والاحزاب المشاركة في الحكومة. وقال النائب اياد السامرائي، من كتلة التوافق، ل"الحياة"ان"اقتراح تشكيل الفرقتين طرحته الكتل السياسية منذ شهرين كأحد الحلول الوسطية لمشكلة أمن العاصمة"، وان"النقاشات استمرت بين السياسيين ووزارة الدفاع لتنتهي الى تشكيل فرقتين اضافيتين للجيش العراقي لتولي امن بغداد". واضاف ان"الفرقتين شُكلتا على اسس طائفية متوازنة على العكس من التشكيلات الحالية للجيش والشرطة في بغداد التي تنتمي غالبية منتسبيها الى طوائف محددة". في الجانب السياسي لم يتوصل"الائتلاف العراقي الموحد"الى اتفاق مع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر على العودة الى الحكومة والبرلمان بسبب استمرار الخلاف على جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق. لكن وفد"الائتلاف"، الذي التقى المرجع الشيعي علي السيستاني في النجف قبيل لقائه الصدر، توقع عودة التيار الصدري"خلال الايام القليلة المقبلة".