قتل ستة أطفال أفغان وجرح أكثر من 15 آخرين بسقوط صاروخ على مدرسة في باحة مسجد أسد آباد عاصمة ولاية كونار شرق أفغانستان والمحاذية للحدود مع باكستان أمس. وأوضح حسن فرحي، نائب قائد الشرطة، أن التلاميذ الضحايا وبينهم فتيات تتراوح أعمارهم بين سبعة وعشرة أعوام، وأشار إلى أن إطلاق صاروخ ثانٍ لم يسفر عن سقوط ضحايا. وأعلن مسؤول الشرطة أن استهداف الهجوم الصاروخي للمسجد والمدرسة التابعة له"غير حتمي"، لأن المدرسة تقع قرب قاعدة للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة وأخرى للجيش الأفغاني. لكنه أكد أن الصاروخين أطلقا من موقع قريب من الحدود مع باكستان. ويشكل إطلاق صواريخ ظاهرة معهودة في أفغانستان، وهي تخطئ أهدافها غالباً، لكن حركة"طالبان"التي منعت النساء من ارتياد المدارس حين تولت السلطة بين عامي 1996 و2001، دمرت عشرات المدارس خلال الأشهر القليلة الماضية، خصوصاً تلك الخاصة بالفتيات كما هاجمت مدارس فارغة. وفي جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار المجاورة لكونار، أدى انفجار قنبلة قرب منطقة تضم مكاتب عدة لجماعات المعونات الدولية إلى سقوط خمسة جرحى استقلوا سيارة بينهم فتى في العاشرة من العمر، لكن الشرطة أعلنت أن هدف الاعتداء غير واضح. وتبنت"طالبان"هجمات عدة في أنحاء أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك في أعقاب إعلان زعيمها الروحي الملا محمد عمر أن مقاتلي الحركة بدأوا شن هجوم موسع في موسم الربيع، في وقت تستعد القوات الدولية لإرساء الأمن إيساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو لإرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى أفغانستان. في غضون ذلك، صرح الرئيس الأفغاني حميد كارزاي على هامش زيارته للهند بأن استمرار الحوار وبذل الجهود المشتركة بين بلاده والهند وباكستان ستوجد وسائل أكثر فاعلية لمحاربة تهديد الإرهاب في المنطقة. وحرص كارزاي على عدم اتهام باكستان بتجاهل التصدي لمتشددي"طالبان"وتنظيم"القاعدة"الذين هربوا الى مناطقها القبلية في أعقاب إطاحة نظام حكم الحركة في أفغانستان نهاية عام 2003، على رغم توافر أدلة دامغة عن استخدام الإرهابيين هذه المناطق لنقل المعدات والتمويل والرجال. ورد كارزاي على سؤال عن غضب الرئيس الباكستاني برويز مشرف من الاتهامات التي وجهتها كابول الى بلاده، بأن علاقات وثيقة تربطه معه، وقال:"إننا أصدقاء وبين الاصدقاء هناك لحظات تتبادل فيها عبارات صادقة". وأعلن أن الصادرات إلى باكستان تصل إلى بليون ومئتي مليون دولار حالياً، وهو"تحسن سريع عن عهد طالبان حيث لم تتجاوز الصادرات 25 مليون دولار". وتسمح باكستان بمرور البضائع الأفغانية الى الحدود الهندية، لكنها تمنع تلك الهندية من عبور أراضيها.