صحت توقعات المحللين في نهاية الأسبوع الماضي، وتخطى سعر الذهب حاجز 600 دولار للأونصة أمس، للمرة الأولى منذ 25 سنة، وجرّ وراءه أسعار المعادن الثمينة الأخرى البلاتين والفضة والنحاس التي"التهبت"أيضاً. إذ بلغ سعر المعدن الاصفر في التعاملات الأوروبية والآسيوية الصباحية 603.00-603.80 دولار للأونصة، لكنه عاد فتراجع قليلاً في وقت لاحق إلى 599.25-600 دولار للأونصة، في حين كان أقفل في سوق نيويورك أول من أمس على 598.80-599.60 دولار. كما ارتفع سعره بالعملات الأساسية الأخرى، إذ سجل سعراً قياسياً هو 497.98 يورو و346.25 جنيه إسترليني للأونصة، مسجلاً السعر الأعلى له بالجنيه منذ عقدين. وعزا المحللون السبب إلى إقبال صناديق الاستثمار على شراء الذهب وسائر المعادن بهدف تنويع محافظها"بفعل المخاوف من التضخم المالي العالمي والتوترات في الشرق الأوسط، والخوف على مستقبل الدولار بسبب العجز في الميزان التجاري والموازنة الأميركية"، مضيفين ان المستثمرين في شرائحهم المختلفة باتوا مهتمين بسوق السلع كبديل عن أسواق الأسهم والسندات والعملات التي تراجعت عائداتها. وأشار جون ريد، المحلل في بنك"يو بي إي للإستثمار"الى أن"المعادن الثمينة المختلفة تتداول على مستوى سعري يفوق قيمتها العادلة، لكن كثافة وقوة الطلب من المستثمرين المنفردين والصناديق المختصة، حتّمت استمرار التوجه الصعودي لأسعار هذه السلع". في حين ذكر مصرف"ماكواري"الاستثماري ان تدفقات أموال المحافظ الاستثمارية بهدف شراء السلع وصلت إلى نحو 90 بليون دولار حالياً، وقد تصل بسهولة إلى نحو 130 -140 بليون دولار في نهاية السنة الجارية. وارتفع البلاتين أمس نحو 10 دولارات إلى مستوى قياسي جديد هو 1092-1097 دولاراً للأوقية، من 1087-1091 دولاراً في إقفال نيويورك أول من أمس. كما سجلت العقود الآجلة على البلاتين تسليم شباط فبراير 2007 في"بورصة طوكيو للسلع"سعراً قياسياً جديداً وفقاً لمؤشر"توكوم"القياسي، إذ وصلت إلى 4213 يناً نحو 35.47 دولار للغرام. كذلك ارتفعت العقود الآجلة على الذهب تسليم شباط المقبل، إلى أعلى مستوى منذ 18 سنة، فبلغت 2332 يناً للغرام. وقفز سعر الفضة في المعاملات الفورية متجاوزاً 13.01 دولار للأونصة، مسجلاً أعلى مستوى منذ 23 عاماً ومرتفعاً من 12.68-12.71 دولار في أواخر المعاملات في نيويورك الاثنين الماضي. كما سجلت العقود الآجلة عليه، استحقاق شباط 2007، في"بورصة طوكيو للسلع"سعراً قياسياً جديداً لم يسجل منذ 1985 وفقاً لمؤشر"توكوم"القياسي للفضة، إذ وصلت إلى 474.8 ين لكل 10 غرامات. كما قفز سعر النحاس إلى 6000 دولار للطن ليسجل مستوى قياسياً جديداً في"بورصة لندن للمعادن"، مرتفعاً نحو 90 دولاراً في يوم واحد عن سعر إغلاقه السابق، بفضل استمرار إقبال صناديق الاستثمار على شرائه وورود أنباء عن تفاقم مشكلة الإضراب العمالي في مناجم شركة"غروبو مكسيكو"في المكسيك. إذ بلغ سعر النحاس في عقود التسليم لأجل ثلاثة شهور نحو 5990-6000 دولار للطن، مرتفعاً من 5910 دولارات في نهاية التعاملات أول من أمس، لكنه عاد فتراجع خلال النهار إلى 5958-5968 دولاراً. وتوقع المحلل في شركة"سبروت سيكيوريتيز"الكندية للوساطة، ديفيد شتاين، ان"ارتفاع أسعار السلع المعدنية سيستمر في السنوات الأربع أو الخمس المقبلة، بفعل النمو القوي في الطلب والضعف في العرض"، إذ بحسب قوله:"لا توجد وصفة سحرية سريعة تخلق مناجم جديدة في ثانية واحدة". ورفع توقعاته السابقة لسعر الذهب، من 550 دولاراً للأونصة إلى 600 دولار في السنة الجارية، وإلى نحو 650 دولاراً في 2007 و2008. وفي جوهانسبرغ، أشارت معلومات رسمية أمس الى ان إنتاج الذهب في جنوب أفريقيا أكبر منتج للذهب عالمياً تراجع نحو 8.7 في المئة من ناحية حجم الإنتاج في شباط فبراير الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، كما تراجع إنتاج المعادن غير الذهب نحو 4.8 في المئة. في حين ان مبيعات الذهب الإجمالية ارتفعت في كانون الثاني يناير الماضي نحو 29.6 في المئة إلى 2.3 بليون راند 376.9 مليون دولار خلال سنة، وارتفعت مبيعات المعادن الاخرى 19.5 في المئة إلى 9.34 بليون راند.