الهواء الساخن الذي بدأ هبوبه في دبي هذه الأيام دفع الناس الى تغيير"اجندتهم"واختيار نشاطاتهم خارج الفضاءات المفتوحة التي تنذر بوادر الرطوبة الكامنة فيها بصيف حار مقبل. النشاطات الفنية من جهتها عادت إلى الأمكنة المغلقة وعاد"المكيف"سيد الموقف. وازداد إقبال دور العرض السينمائية على"ضخ"مزيد من الأفلام الجديدة، وشهد الإقبال على تنظيم عروض مسرحية عالمية نشاطاً استثنائياً في هذا الموسم، ينبئ بتزايد الاهتمام بهذا الفن العريق. ومع"استدراج"مهرجان المسرح العالمي، على مدى الأيام الثلاثة الماضية، ليقدم سلسلة من العروض الناجحة، استمر إقبال الناس على شراء تذاكر المسرحية الاستعراضية"شيكاغو"التي تعرض في دبي الشهر المقبل، بدعوة من شركة تنظيم عروض تملكها حكومة دبي بدأت نشاطها حديثاً. من جهته، استمرّ"مسرح المدينة"كما يسمى مسرح مدينة الجميرا في استقطاب العروض المسرحية العالمية، وفي تعاونه مع المسرح البريطاني الجوال، وتميز هذا الموسم باستقطاب أعمال مسرحية من طريق شركات إنتاج مختلفة غير المسرح الجوال، وأحياناً من طريق اتصال مباشر بين المسرح في دبي والمسارح في لندن. كشك الحلويات ولعل مسرحية الكاتب الشهير جون اوزبورن"لمحة غضب"Look Back in Anger، التي تعرض بدءاً من اليوم وحتى الرابع عشر من الشهر الجاري، تعتبر"نجمة"العروض المسرحية لهذا الموسم، بحكم شهرتها الواسعة، على رغم أن عروضها الأولى تعود إلى عام 1958. لكن تلك الشهرة تكرست بعدما نقلت أحداث المسرحية إلى الشاشة الصغيرة في فيلم يحمل العنوان عينه، أخرجه توني ريتشاردسون في السنة عينها وقام ببطولته ريتشارد بيرتون وكلير بلوم. وتروي المسرحية التي تعد من كلاسيكيات العمل المسرحي قصة جيمي بورتر الجامعي المثقف الذي يملك كشكاً للحلويات، وزوجته أليسون المتحدرة من الطبقة الوسطى. في سياق أحداث المسرحية، يكتشف جيمي أن زوجته تخونه مع صديقه كليف فيشوب التوتر علاقتهما الزوجية ليبلغ ذروته مع وصول هيلينا صديقة أليسون إلى منزلهما. واحتلت المسرحية عام 1956 المركز الرابع كأهم مسرحية سلطت الضوء على المسرح القومي الفخم، خلال التقويم المسرحي لمسابقة"Royal National Theater"s Survey"في القرن العشرين. "والآن...غيّرت رأيي"! لا تقلّ مسرحية"أحبك، أنت كامل الأوصاف، والآن... غيّرت رأيي"! I Love You، You"re Perfect، Now Change شهرة، على رغم كونها حديثة. وضمن أجواء غنائية صاخبة، تتناول هذه المسرحية مواضيع بسيطة وواقعية بأسلوب معاصر. إذ تحكي قصة فتاة متهورة تخوض غمار اللقاءات الرومانسية، بالاضافة الى حكايات تدور في فلك الزواج والعشاق والأزواج والزوجات والأقرباء. مسرحية المخرج فيل ويلموت تعرض أيضاً على خشبة"مسرح المدينة"بين الثامن عشر والحادي والعشرين من الشهر الجاري. وبعيداً من الأجواء الإنكليزية، يحل ضيفاً على مسارح دبي عمل أميركي ناجح، هو"العودة إلى مفترق الطرق"أو"Going Back to the Crossroads"الذي يعد جولة استعراضية لتاريخ العمل الموسيقي لفرقة"بلوز"الشهيرة، من خلال تجسيد قصص وموسيقى الشبان الذين أدوا أغاني"Buddy Guy"و"BB King"و"Sanata"وموسيقاهم لكن بأسلوب معاصر. يجسد العرض فرقة موسيقية مؤلفة من خمسة أشخاص يمثلون أدواراً رئيسة وهم بوبي باركر وميشيل روش وجيمي توماس وأنجيلا براون وجاكي لي. ويسلط الضوء على الأسلوب الغنائي لفرقة"بلوز"وعشاق هذا النوع من الموسيقى. ويعد بوبي باركر من"عازفي القيثارة القلائل على هذا الكوكب الذي يستطيع بعزفه أن يتغلغل في أعماقك ويدغدغ أحاسيسك"، كما يصفه كارلوس سانتانا. أما ميشيل روش، فيعزف القيثارة بأسلوب الساحل الشرقي للبلوز عائداً بنا في غمرة عزفه إلى فترة العشرينات. سحر البلوز جيمي توماس، يجسد دور المطرب بحرفية عهدناها سابقاً في مسرحيات"الخراط تورنر"و"جون لينون"و"الحجارة المتدحرجة"وغيرها. أما أنجيلا براون فتؤدي دور المغنية الفاتنة التي تسحر الجمهور بمجموعة منوعة من أغاني البلوز القديمة والمعاصرة. ويبقى جاكي لي الذي اشتهر بعزفه على القيثارة مع فرق معروفة في أرجاء أميركا بما فيها"ويلسون بيكيت"وپ"الأوريولز"وپ"سترايدلز"اضافة إلى فرقته الموسيقية الخاصة. ويجد هذا العرض مكاناً له على"مسرح المدينة"أيضاً بين الثلاثين من الشهر الجاري والأول من أيار مايو المقبل.