تكمن أهمية كتاب «إخراج العرض الموسيقي بين المسرح والتلفزيون» الصادر عن مؤسسة «حورس الدولية» للكاتب مدحت أحمد مكاوي، في محاولة الكشف عن طبيعة التأثير الدرامي والجمالي في فنون العرض الموسيقي في المسرح والعرض الموسيقي التلفزيوني. وذلك لما للموسيقى من دور كبير التأثير في وجدان الإنسان. وتكمن إشكالية هذا الموضوع في اختلاف طبيعة إخراج العرض الدرامي الموسيقي في المسرح عنها في إخراج العرض الدرامي الموسيقي في التلفزيون، اذ ان تأثير الإمكانات المتاحة في التلفزيون لا يتاح للإخراج في مجال المسرح، خصوصاً أن المونتاج كجزء من عمل المخرج التلفزيوني يشكل دوراً كبيراً في منتجه الإبداعي، إذ يتيح للمخرج أن يعيد ترتيب اللقطات اختياراً من زواياها المتعددة في اللقطة الواحدة بما يُمكنه من التقديم والتأخير في المشاهد، وذلك غير متاح للإخراج المسرحي. وتوزعت مادة الكتاب على خمسة فصول. يتناول الفصل الأول تطور النشأة التاريخية للموسيقى والغناء والرقص والمسرح عبر العصور وصولاً الى المسرح الغنائي المصري وفرقه الغنائية الاستعراضية الشهيرة، ثم نشأة التلفزيون وصولاً الى تقنياته الرقمية الحديثة وأوجه التشابه والاختلاف بين تقنيات المسرح والسينما والتلفزيون. ويستعرض الفصل الثاني أنواع المؤلفات الغنائية للمسرح والأشكال الإبداعية الجديدة التي اختص بها التلفزيون كمدخل للمقارنة بين المسرحية الموسيقية والعرض الموسيقي التلفزيوني مع الإشارة الى عناصر الإخراج في كل منهما. ويناقش الفصل الثالث التأثير الدرامي والجمالي بين الصورة في العروض المسرحية الموسيقية وتناولها بالإخراج التلفزيوني مع توضيح استخدام حركة الكاميرا وتنوع أحجام اللقطات، بما يقيم علاقة بين المشاهد والممثل لتحقيق التواصل بين العرض المسرحي والمشاهد التلفزيونى تطبيقاً على مسرحية «سيدتي الجميلة». ويتناول الفصل الرابع تداخل تقنيات إخراج العرض المسرحي مع تقنيات الإخراج التلفزيوني وتوضيح علاقة الكاميرا وتقنية المونتاج بعناصر الإخراج المسرحي تطبيقاً على عرض «سوق الحلاوة». أما الفصل الخامس فيعرض الكاتب فيه بعض تجاربه الإخراجية في مجال المسرح والتلفزيون من خلال تطبيقه على تجربة الإخراج والمعالجات الموسيقية في عروض موسيقية تلفزيونية لمسرحية «الناس اللي في التالت» للمؤلف أسامة أنور عكاشة، والدراما التسجيلية للفيلم التسجيلي «قيثارة الفنون» للباليرينا العالمية ديانا كالينتى والحفلات الغنائية للفيلم التسجيلي «غنوا معي» للفنانة ماجدة الرومي والمقطوعة الموسيقية المصورة «كلاسيكية المنتزه». والكتاب يعد باكورة الإنتاج الأدبي والعلمي للمؤلف والذي يعمل مخرجاً في اتحاد الإذاعة والتلفزيون في الإسكندرية، وعمل رئيساً لوحدة الإنتاج التلفزيوني وتميز بإخراج الأفلام التسجيلية، ومن أهمها «قيثارة الفنون»، «غنوا معي»، «جامعة الإسكندرية»، «ذاكرة مصر المعاصرة» وفيلم «السادات» كما أخرج برامج تلفزيونية من أهمها «موسوعة الإسكندرية» و «علماء المسلمين»، إضافة الى بعض الأعمال الدرامية والمسرحية.