ردت طهران على ما اعتبرته"حرباً نفسية"تشنها واشنطن ضدها، معلنة إسقاط طائرة تجسس أميركية قرب حدودها مع العراق. جاء ذلك بعد تقارير أميركية مفادها ان إدارة الرئيس جورج بوش تدرس احتمال توجيه ضربات عسكرية الى منشآت نووية إيرانية. وأفادت صحيفة"جمهوري اسلامي"الإيرانية ان"الطائرة أقلعت من الأراضي العراقية وكانت تصور المنطقة الحدودية"في حادث تكرر في الأشهر الأخيرة. وأضافت ان"خبراء نجحوا في الحصول على معلومات عن نظام الطائرة". تزامن ذلك مع إعلان الخارجية الإيرانية ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يعتزم زيارة طهران بعد غد الأربعاء، لاجراء محادثات مع المسؤولين قبل تقديم تقريره الى مجلس الأمن عن مدى استجابة الجانب الإيراني طلبات الوكالة. وتتزامن الزيارة مع بدء فريق من المفتشين الدوليين تفقد مواقع في منشأتي ناتانز وأصفهان النوويتين، فيما يعتزم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني زيارة سورية هذا الأسبوع، ويعدّ مسؤول الامن القومي علي لاريجاني لجولة على عواصم خليجية. راجع ص 7 ووصف الناطق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي التقارير عن ضربات عسكرية أميركية محتملة لإجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي، بأنها"حرب نفسية، ناتجة من غضب الولاياتالمتحدة وعجزها"، متهماً الأميركيين بأنهم"يسعون الى اطالة الأزمة، ولا يريدون تسويتها ولا ان نتوصل الى اتفاق مع الوكالة الدولية والأوروبيين". ونقلت صحيفة"واشنطن بوست"امس عن مسؤولين اميركيين ومحللين مستقلين، ان اي هجوم لم يتقرر بعد، لكن المسؤولين الاميركيين يعتبرون هذا الخيار ممكناً ويلجأون الى التهديد به، لإقناع الإيرانيين بجدية نياتهم. لكنها اشارت الى ان العديد من العسكريين والخبراء ينظرون الى هذه الاستعدادات بقلق، ويرون ان افضل ما قد ينتج من مهاجمة ايران هو تأخير البرنامج النووي بضع سنوات، لكنه قد يؤدي في المقابل الى اثارة استياء كبير لدى الرأي العام العالمي، لا سيما في العالم العربي. واستبعدت مصادر ديبلوماسية في واشنطن تحدثت الى"الحياة"ضربة فورية لإيران، مشيرة الى أن الولاياتالمتحدة ملتزمة الخط الديبلوماسي في المرحلة الحالية، وتدرس سلسلة خيارات لتكثيف الضغوط الدولية على طهران، بحلول نهاية الشهر، وموعد تقديم البرادعي تقريره الى مجلس الأمن. وأشارت الى أن الحديث يدور في اروقة البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي عن اللجوء بعد هذا الموعد الى سلاح العقوبات الاقتصادية، أو استصدار قرار دولي منبثق من الفصل السابع لميثاق الأممالمتحدة يلوح بخيار القوة. وأكدت أن الادارة الأميركية تحاول اقناع روسيا والصين بجدوى العقوبات، مشيرة الى ان الأولوية لدى واشنطن هي الحفاظ على تحالف دولي متراص ومتماسك حول هذا الملف. في المقابل، سارع وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس الى تأكيد ان"مجرد فكرة ضربة عسكرية لإيران هي جنون كامل". وقال في حديث الى تلفزيون"هيئة الإذاعة البريطانية"بي بي سي:"لا دليل قاطعاً ولا ذريعة يبرران شن حرب، ولا يمكننا التأكد من النيات الايرانية المتصلة بالأسلحة النووية، لذلك لا اساس يبرر قرار عمل عسكري". ونقلت مجلة"تايم"على موقعها على الانترنت امس عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه لا يعتقد"ان اسرائيل ستكون في الواجهة في اي حرب مع ايران". وقال:"باعتباري الشخص الذي سيتخذ هذا القرار استطيع ان اؤكد ان اسرائيل لن تكون الدولة الاولى التي ستذهب الى مواجهة عسكرية مع ايران، والذين يعتقدون ذلك يسيئون فهم هذه المشكلة. فإيران تشكل تهديدا لاوروبا واميركا مثلما هي تهديد لاسرائيل". واضاف اولمرت ان على هذه الدول ان تضع استراتيجية قابلة للتنفيذ لوقف الخطر الذي يمثله"امتلاك ايران لاسلحة غير تقليدية". الى ذلك، أعلن مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني عن زيارة يقوم بها رئيسه هاشمي رفسنجاني لسورية الأربعاء، ويلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد وعدداً من المسؤولين. وأفاد بيان في طهران ان محادثات الرئيس الإيراني السابق ستركز على القضايا الإقليمية، خصوصاً العراق وفلسطين ولبنان والضغوط الاميركية التي تتعرض لها ايران وسورية. وأعلنت مصادر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ان الأمين العام للمجلس علي لاريجاني سيزور سلطنة عمان وقطر لإجراء محادثات حول القضايا الإقليمية والبرنامج النووي الإيراني، بعد تزايد مخاوف دول الخليج من هذا البرنامج. ولم تستبعد المصادر ان تشمل جولة لاريجاني دولاً خليجية اخرى، لم تسمها.