سجلت مراكز التصويت ال61 الفاً في الانتخابات الاشتراعية في ايطاليا امس، انخفاضاً ملحوظاً في عدد الناخبين المشاركين في الاقتراع الذي يستأنف اليوم، ما يقلق حظوظ ائتلاف يمين الوسط بزعامة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني الذي يعول على المشاركة الكثيفة للفوز، في وقت رجحت استطلاعات الرأي التي اجريت قبل اسبوعين كفة ائتلاف يسار الوسط بزعامة رومانو برودي الذي تقدم من ثلاث الى خمس نقاط. ويبدو ان التاسع من نيسان أبريل 2006 سيكون يوماً حاسماً في التاريخ الحديث لايطاليا، لكن من دون ان يعني ذلك الحسم منطلقاً ايجابياً بالضرورة. فكما لم يمثّل انهيار تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس في التاسع من نيسان قبل ثلاث سنوات بداية جدية وإيجابية للعراق، فإن يوم الحسم الإيطالي يبدو كأنه سيزيد من حال الغموض السياسي، خصوصاً ان التوقعات تشير الى احتمالات تعادل سلبي بين طرفي الصراع. وإذا قيس الأمر بحال"التسميم"اجواء الحملة الانتخابية فإن الوضع سيزيد احتداماً وعدوانية يوماً بعد آخر. وكانت حملة الانتخابات الاشتراعية التي يتنافس الائتلافان فيها على شغل 630 مقعداً في مجلس النواب و315 مقعداً في مجلس الشيوخ، تركزت على موضوع الضرائب وطغت عليها المواجهات الكلامية العنيفة على حساب المناظرات في برامج، علماً ان قانون الانتخاب يعتمد مبدأ النسبية بعدما عدلته حكومة بيرلوسكوني قبل اشهر قليلة. ووصفت الحملة الانتخابية بأنها"الأكثر قذارة"في تاريخ البلاد، اذ تبادل فيها المرشحان الرئيسيان الإهانات الشخصية. واتهم برلسكوني منافسيه بأنهم من"محبي ستالين وحاكم كمبوديا في حقبة الخمير الحمر"، وهاجم القضاة ووصف رجال الأعمال بأنهم"مجانين"واستخدم الالفاظ النابية لوصف اولئك الذين يمكن الا يصوتوا لمصلحته. أما برودي فقال إن الإنجازين الوحيدين اللذين نجح برلسكوني في تحقيقهما خلال خمس سنوات من حكمه، هما اجراء عمليتي شد عضلات للوجه وزرع شعره. وفي سياق الترويج السياسي الذي تضمنته الحملة الانتخابية، وعد برلسكوني، الحليف الاقوى للحكومة الاميركية في القارة الاوروبية بخفض الضرائب، لكنه لم يستبعد في الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية تعرضه لهزيمة،"خصوصاً ان خصومي قادرين على تزوير الانتخابات". اما برودي فأتهم برلسكوني بخرق قواعد الانتخابات والسعي للفوز بسبل غير شرعية، واكد انه سيصاب بصدمة اذا حقق رئيس الوزراء المحافظ فوزاً مفاجئاً. ويرث الفائز بالانتخابات المهمة الحتمية الخاصة بخفض ثالث أكبر دين في العالم، في وقت الذي سيحاول احياء الاقتصاد المتراجع الذي حقق نمواً وسطياً بلغ 0.6 في المئة سنوياً خلال حكم برلسكوني. وفي حال فوز ائتلاف برودي فيرجح ان تشهد العلاقة بين روما وواشنطن تعقيدات اكبر حجماً، في ظل تركيز أولويات العلاقات المتينة مع اوروبا وليس الولاياتالمتحدة. وهدد برودي بسحب القوات الايطالية من التحالف الدولي في العراق في حال توليه زمام الحكم، وقال:"حين نتولى الحكم سنقرر سحباً سريعاً لقواتنا ووضعها في أماكن آمنة بالتشاور مع الحكومة العراقية كي لا نخلق وضعاً خطراً، وسيتم ذلك في أسرع فرصة". يذكر ان ائتلاف"بيت الحريات"بزعامة سيلفيو برلسكوني يضم حزبه"فورزا إيطاليا"والتحالف الوطني بزعامة جيانفرانكو فيني وعصبة الشمال بزعامة إمبرتو بوسي واتحاد الديموقراطيين المسيحيين وديموقراطي الوسط. اما ائتلاف يسار الوسط"الاتحاد"، الذي يتزعمه رئيس المفوضية الاوروبية السابق برودي، فيضم الديموقراطيين اليساريين بزعامة بيرو فاسينو، وحزب"دايسي"بزعامة عمدة روما السابق فرانشيسكو روتيلي وحزب إعادة التأسيس الشيوعي، وحزب الخضر والحزب الديموقراطي الاشتراكي وحزب"روزا نيل بوجنو"وردة في اليد الليبرالي.