كشفت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان بعض الأوساط في حركة"فتح"يدرس جدياً تشكيل"حكومة ظل"لقيادة السلطة في حال تعرضت حكومة"حماس"لحصار شديد يؤدي الى تدهور اقتصادي واجتماعي. وقالت ان بعض الشخصيات القيادية في الحركة بدأت مناقشة الأمر بصورة جدية بعد اعلان الادارة الأميركية مقاطعة الحكومة ومنع اجراء أي اتصالات معها. وأوضحت المصادر:"بعد اعلان الادارة الأميركية قطع اتصالاتها مع الحكومة واعلان اللجنة الرباعية وقف دعمها لموازنة الحكومة ما لم تستجب حماس لشروطها، واعلان اسرائيل وقف التحويلات الجمركية لها، باتت لدى عدد من قادة فتح مخاوف حقيقية من وصول الحكومة الى مرحلة العجز عن دفع رواتب الموظفين، وبالتالي حدوث تدهور اقتصادي واجتماعي شديدين". وكانت الادارة الأميركية اعلنت انها ستوجه دعمها الى الفلسطينيين من خلال منظمات غير حكومية، فيما اعلنت اسرائيل انها ستوجه التحويلات الجمركية والضريبية الى من أسمتهم"قيادات محلية". وتتراوح التحويلات الجمركية من اسرائيل الى السلطة بين 50-60 مليون دولار شهرياً، وهو ما يساوي نصف فاتورة رواتب موظفي السلطة البالغة قيمتها 116 مليون دولار. ومنذ توقفت هذه التحويلات قبل شهرين، باتت الحكومة الفلسطينية غير قادرة على دفع رواتب موظفيها، ما اضطرها للاستدانة من البنوك المحلية بضمان موجودات صندوق الاستثمار. وتطمئن حكومة"حماس"الجمهور الفلسطيني بأنها ستوفر المال اللازم للرواتب، لكنها لا تقدم أدلة شافية على ذلك. ويقول وزير المال الدكتور عمر عبدالرازق ان لديه ثقة بأن الدول العربية ستقدم الدعم اللازم للموازنة، مشيراً الى انه بدأ اتخاذ اجراءات عملية لتقليص المصاريف والهدر في موارد السلطة. لكن تجربة الدعم العربي المتذبذب لموازنة السلطة قد تقلل من شأن هذا الرهان. وفي رام الله اف ب، اكد وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار في رسالة امس الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان تطلع الفلسطينيين"للعيش بسلام"مع جيرانهم، مشيرا لاول مرة الى حل يقوم على"دولتين". ويفترض حل الدولتين الذي طرحته اللجنة الرباعية الدولية والقرارات الدولية اعترافا بحق اسرائيل في الوجود، الامر الذي ترفضه"حماس". وقال الزهار القيادي في الحركة، في رسالته:"نحن نتطلع كباقي دول العالم الى العيش بسلام وامان وان يتمتع شعبنا بالحرية والاستقلال والحياة الكريمة جنبا الى جنب مع باقي جيراننا في هذه البقعة المقدسة من العالم". لكن الزهار اكد في الرسالة التي سلمها ممثل منظمة التحرير الفلسطينية لدى الاممالمتحدة الى انان ان"اجراءات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة ستقضي نهائيا على اية آمال لتحقيق التسوية والسلام بناء على حل الدولتين"، في ما يشكل اول اشارة صريحة في هذا الاتجاه.