سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الائتلاف" الشيعي يعيد التصويت لاختيار مرشحه لرئاسة الحكومة ... وأنباء عن عزم الأميركيين على "تحرير" العاصمة من جديد ! . بغداد : الجماعات المسلحة والميليشيات تستعد لحرب طويلة
تستعد تنظيمات مسلحة لخوض حرب طويلة الأمد في بغداد، وتؤكد قوات حفظ النظام أن مئات المسلحين انتقلوا من الرمادي الى بغداد وهربوا كميات كبيرة من الأسلحة الى الأعظمية. وفيما تفتش الميليشيا الشيعية فيلق بدر وجيش المهدي في أحياء الصدر والشعب ينتشر"الجيش الاسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"في العامرية والخضراء، و"القاعدة"في الدورة. وتزامن هذا التطور مع اتهام القوات الأميركية الشرطة العراقية وقوات حفظ النظام بعدم الكفاءة واستعادتها بعض السيطرة على بعض المناطق، بعدما سلمتها اليها منذ أسابيع. وتحدثت بعض الأنباء عن استعدادات أميركية لإعادة تحرير بغداد من الشرطة وتسليمها الى الجيش باشراف القوات المتعددة الجنسية. في غضون ذلك، أجل البرلمان جلسته الى غد، بعدما فشل في إعطاء"الائتلاف"الشيعي فرصة لاستبدال رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري الذي أبدى ليونة في موقفه أمس، معلناً موافقته على أي قرار تتخذه الكتلة الشيعية. راجع ص 2 و3 وتشير تقارير أعدتها 125 منظمة من منظمات المجتمع المدني في العراق الى ارتفاع نسبة الهجمات في بغداد، مقارنة بالمحافظات الاخرى، خصوصاً الانبار التي تراجعت فيها أعمال العنف الى الدرجة الثالثة. ومن أصل 3457 هجوماً في كل العراق منذ بداية عام 2006 وقع 886 هجوماً في بغداد تليها بعقوبة في محافظة ديالى 597 ثم الانبار 549 وكركوك 261 والموصل 243 وتؤكد تقارير ان أعداد المخطوفين بلغ 19548، ما زال مصيرهم مجهولاً بينهم 80 في المئة من سكان العاصمة. وعلى رغم صعوبة اثبات دقة هذه الارقام الا ان بعض التقارير تؤكد انها قد تكون اكثر بكثير. ويعود تركز اعمال العنف في بغداد الى الطبيعة الديموغرافية المتنوعة للعاصمة، باعتبارها تضم النسبة الاكبر من السكان 7 ملايين نسمة وسط تصعيد طائفي تفجر بقوة بعد احداث سامراء، وظهور"فرق الموت"التي ترتدي زي الشرطة العراقية، وتتخذ بغداد مسرحاً لعملها في الخطف والقتل. لكن مطلعين على الاحداث يؤكدون بروز صراع للسيطرة على العاصمة بين قوى مختلفة في التوجهات والأهداف. ويشير مسؤول عسكري عراقي رفض الاشارة الى اسمه ان القوات الاميركية استعادت الاشراف الامني على بغداد من قوى الشرطة، التي كانت تسلمت مسؤولية الملف الامني في احياء عدة. ويؤكد المسؤول ان انعدام الثقة الاميركية بأجهزة الشرطة، خصوصاً تلك التي أسست كقوى ضاربة مثل"مغاوير الداخلية"و"قوات حفظ النظام"، بعد اتهامها بقضايا"الاغتيال المنظم للسنة"دفعها الى سحب المسؤوليات الامنية منها واسنادها الى قوات الجيش التي ما زال تدريبها وتأهيلها خاضعاً لإشراف اميركي. ويلاحظ أهالي بغداد منذ أسبوعين وجوداً كثيفاً للأرتال الاميركية في شوارع العاصمة، يذكر بالاشهر الاولى لاحتلال المدينة بعدما انحسر هذا الوجود تدريجاً خلال العامين الماضيين. الى ذلك، اعلنت وزارة الداخلية التي وجهت اليها اتهامات بتنظيم"فرق الموت"ان معلومات استخبارية وصلتها اشارت الى دخول اعداد كبيرة من المسلحين ينتمون الى"الجيش الإسلامي"و"كتائب ثورة العشرين"و"القاعدة"الى بغداد بعد محاصرتها في مدن نشاطها الأساسية في المثلث السني شمالاً. وكشف رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي اول من امس خطة للقوى الامنية"لتطهير"العاصمة من العناصر المسلحة باعتبارها قلب العراق، وكان يشير بذلك الى تقارير اوردتها صحيفة"ذي تايمز"البريطانية عن وجود خطة للجيش الاميركي"لتحرير بغداد مرة ثانية"، من العناصر الأمنية العراقية نفسها. وتساءل الجعفري:"هل بغداد أسيرة كي تحرر؟" والصراع الخفي بين القوات الاميركية والشرطة العراقية ترجم بعمليات دهم لمعتقلات تابعة للداخلية بعد حادثة ملجأ الجادرية واعتقال عدد من ضباط الشرطة بتهمة التورط بعمليات القتل الطائفي لكن التحقيقات في تلك القضايا ظلت طي الكتمان.