شن الجيش الباكستاني عملية ضخمة في منطقة القبائل، مستخدماً مروحيات وصواريخ، ضد مخابئ مسلحي"طالبان"و"القاعدة"وأنصارهم القبليين، رداً على مقتل سبعة من جنوده في مكمن في منطقة شمال وزيرستان قرب افغانستان. راجع ص 8 وقتلت قوى الأمن الباكستانية قائد عمليات"القاعدة"في منطقة القبائل"مروان السوري"، وذلك في اشتباك في بلدة خار بمديرية باجوار القبلية المحاذية لولاية كونار الأفغانية. وافادت تقارير ان"مروان"سعودي الجنسية مطلوب لدى الولاياتالمتحدة، وفرّ أخيراً من كونار. في غضون ذلك، تلقت عائلة"أبو بكر"في بلدة يعبد قرب جنين أمس، نبأ مؤكداً عن مقتل احد ابنائها حسام عبد اللطيف أبو بكر 32 سنة في قصف أميركي في افغانستان. وهو احد ابرز حراس زعيم"القاعدة"اسامة بن لادن، ومتزوج من فاطمة الزهراء، ابنة أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم"القاعدة"وله منها أربعة أبناء، آخرهم رأى النور هذا الشهر. تزامنت التطورات في باكستان مع تزايد التوتر في افغانستان، حيث سقط صاروخ قرب السفارة الأميركية وسط كابول، فيما انفجرت سيارة مفخخة في جلال آباد شرق عندما حاول سائقها أن يصدم بها قافلة للشرطة. وأعلن ان القوات الافغانية تستعد للمشاركة للمرة الأولى، في مناورات اميركية - باكستانية تنفذ في باكستان في أيار مايو المقبل. الى ذلك، نشرت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أطول لائحة تصدرها في شأن مشتبه في تورطهم بالإرهاب، ضمت أسماء 558 شخصاً وجنسياتهم ممن كانوا أو ما زالوا معتقلين في غوانتانامو. وضمت اللائحة اسماء حوالي 130 سعودياً ومئة يمني و25 جزائرياً وعرباً آخرين. وأفادت تقارير في بيشاور امس، ان جثة "مروان السوري"نقلت الى مستشفى في المدينة للتحقق من هويته، بعد مقتله في اشتباك في بلدة خار. وأفاد الناطق باسم القوات الباكستانية ان جندياً قتل وجرح اثنان في تبادل للنار مع المطلوب الذي رفض التوقف عند حاجز أمني وأطلق النار على عناصر الحاجز فردوا بالمثل. وأكدت مصادر امنية باكستانية العثور في سيارة القتيل"المطلوب لدى الاميركيين"على جهاز كومبيوتر محمول وكاميرا فيديو وقنابل يدوية ومستندات. وأشارت إلى أن الحاجز نصب بعد معلومات عن تحرك مقاتلين عرب في المنطقة، وذلك بعد خروجهم من ولاية كونار حيث يشن الجيش الأفغاني والقوات الأميركية أكبر عملية فيها منذ سقوط"طالبان"، بمشاركة 2500 جندي أميركي. وأضافت المصادر ان نقاط تفتيش وضعت على الطرق لمنع تسلل المقاتلين العرب إلى المنطقة. وكان اشيع أن"مروان السوري"قتل في الغارة الأميركية على قرية دامادولا في منطقة باجوار في 13 كانون الثاني يناير الماضي، لكن مقتله امس، يؤكد نجاته مطلع السنة من العملية التي قيل انها استهدفت الظواهري. في جنين، ذكر محمد أبو بكر ابن خالة القتيل حسام ل"الحياة"انه ترك أسرته المقيمة في السعودية عام 1995، وتدرج في تنظيم"القاعدة"حتى عمل في الدائرة الضيقة الى جانب بن لادن. ولدى تلقيها نبأ مقتله، أقامت العائلة مجلس عزاء كتب على مدخله:"بمزيد من الحزن والأسى تنعى عشيرة أبو بكر في الوطن والمهجر شهيدها حسام أبو بكر الذي استشهد في قصف أميركي في افغانستان". ويعيش والد حسام وأسرته في السعودية، حيث نشأ وتعلم الى ان غادرها الى افغانستان. وأفادت عائلته انها لم تكن تعلم شيئاً عنه سوى انه يعمل الى جانب بن لادن ومتزوج من ابنة الظواهري ولديه أربعة ابناء. وقال محمد ان والده في السعودية علم قبل أسبوع فقط ان حسام رزق بابنه الرابع. وأفاد مصدر قريب من العائلة ان"أبو بكر"الذي انضم الى"القاعدة"قبل اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، كان اجرى آخر اتصال هاتفي بوالديه في السعودية الأسبوع الماضي، ليبلغهم بولادة طفله الأخير.