اعلن مسؤولو الاستخبارات الباكستانية امس ان حوالي اربعة من ناشطي القاعدة قتلوا في الغارة الجوية الاميركية ويرجح ان يكون بينهم صهر الرجل الثاني في الشبكة ايمن الظواهري وقيادي من اهم المطلوبين لدى الولاياتالمتحدة. وقال المسؤولون لوكالة فرانس برس ان جثث المتطرفين سحبها بعض مناصريهم فيما تحاول السلطات الباكستانية تحديد هوياتهم عبر مصادر في المنطقة القبلية النائية على الحدود مع افغانستان. وقدمت اسلام اباد احتجاجا رسميا لدى واشنطن اثر مقتل 18 مدنيا ايضا في غارة الجمعة. وقال مسؤول كبير في الاستخبارات انه «وفقا لمصادر محلية تلقينا معلومات ان اربعة من قياديي القاعدة كانوا مجتمعين على عشاء وقتلوا». واضاف «لقد نقلت جثثهم من قبل مناصريهم لكننا نحاول تأكيد هوياتهم». ونقلت صحيفة «الفجر» الباكستانية عن مصادر امنية قولها ان احد القتلى يعتقد انه عبد الرحمن المغربي، صهر الظواهري ومسؤول التحركات الاعلامية لشبكة القاعدة. وكان الظواهري هدف الغارة الجوية التي نفذتها الجمعة طائرات اميركية لكن مسؤولين باكستانيين يرجحون عدم تواجده في المكان انذاك.وذكرت شبكة «اي بي سي نيوز» الاميركية وصحيفة «الفجر» الباكستانية ان القتيل الاخر يعتقد انه مدحت مرسي المعروف ايضا باسم ابو خباب المصري (52 عاما) وهو متخصص في صنع المتفجرات وقد اعلنت الولاياتالمتحدة عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لاعتقاله.وقالت الصحيفة الباكستانية ان الثالث هو ابو عبيدة المصري مسؤول عمليات القاعدة في ولاية كونار شرق افغانستان حيث تواجه القوات الاميركية والافغانية حركة تمرد.والناشط الرابع لم تعرف هويته لكن بعض التقارير اشارت الى انه قد يكون مواطنا مصريا يدعى مصطفى عثمان. وقال وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد لوكالة فرانس برس «وفقا لتقاريرنا فان بعض الاجانب قتلوا في الحادث الذي وقع في باجور في 13 كانون الثاني/يناير. نحن نتأكد من هوياتهم».وهي المرة الاولى التي تؤكد فيها الحكومة المركزية مقتل ناشطين في الهجوم على دامادولا، القرية الواقعة في منطقة باجور القبلية. وتستخدم السلطات الباكستانية تعبير «الاجانب» لوصف ناشطي القاعدة وطالبان الذين لجأوا الى البلاد بعد الاجتياح الاميركي لافغانستان في 2001.ورفض البيت الابيض حتى الان التعبير عن اسفه لهذا الحادث.واعتبر مسؤول اميركي في مكافحة الارهاب انه في حال تأكد مقتل مرسي فان ذلك «سيشكل تطورا مهما» في هذه الحملة. وقال المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه «من الواضح ان قرار شن الهجوم كان يستند الى معلومات متينة جدا».لكن المسؤولين الاميركيين غير قادرين على تأكيد المعلومات عن مقتل مرسي ويبدو انهم يشككون في انه تم التعرف على هويته بشكل نهائي. وقال مسؤول اميركي اخر انه من غير المؤكد معرفة من كان في موقع الهجوم. وحددت مكافأة تبلغ خمسة ملايين دولار مقابل اعتقال مرسي المدرج على لائحة وزارة الخارجية الاميركية للاشخاص المطلوبين من قادة القاعدة.وقالت الخارجية الاميركية ان مرسي كان يشرف على معسكر تدريب في ديرونتا في افغانستان حيث تلقى مئات المجاهدين التدريبات على صنع المتفجرات والمواد السامة. واضاف المصدر ان المصري كان يصدر منشورات تتضمن معلومات حول مواد كيمائية واسلحة بيولوجية.وعثرت القوات الاميركية على بعض هذه المنشورات في افغانستان. واشار مسؤول اميركي الى ان مدحت مرسي عمر شارك ايضا في اشرطة فيديو ظهر فيها وهو يجري اختبارات لغازات قاتلة على كلاب في افغانستان. وقال بعض المسؤولين ان «ابو عبيدة» المصري قد يكون حل محل حمزة ربيعة الذي يشتبه انه كان يتولى قيادة العمليات للقاعدة والذي اعلنت باكستان مقتله في كانون الاول/ديسمبر في شمال وزيريستان وهي منطقة قبلية ايضا. وقالت باكستان ان ربيعة قتل حين انفجرت ذخائر في منزل لكن بعض السكان قالوا انه قتل في غارة جوية اميركية.