في صيف عام 1927 وقع زلزال أرضي عنيف في شرق الأردن وفي غرب الأردن، أي فلسطين، وصار يوم الزلزال يوماً تاريخياً لشعب الأردن ولشعب فلسطين، فمثلاً قالت لي أمي انها كانت حاملاً بي قبل الزلزال، ذلك اليوم التاريخي الذي حصد أرواحاً كثيرة وهدم أبنية صغيرة وكبيرة. أما الزلزال التاريخي الآخر فهو الذي وقع في شتاء عامنا هذا 2006 وهو يوم انتصار حركة"حماس"الإسلامية في فلسطين انتصارها الكبير على جميع منافسيها في الانتخابات النيابية الديموقراطية. ان كل عربي ومسلم له حق الاجتهاد في تقويم هذا الحدث التاريخي الذي سيمتد شرقاً وغرباً وفي العمق، ومن الملاحظات المؤسفة ان الانتخابات الديموقراطية الحرة وقعت تحت الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين وتحت الاحتلال الأميركي في العراق اللذين سمحا بها، ونتساءل هل يمكن أن تقوم إصلاحات سياسية وديموقراطية بمبادرات محلية ووطنية في بلادنا العربية؟ لنرجع الى الأمور الفلسطينية المحلية ونتساءل هل سيتعاون النظام المحلي القديم، أي حركة"فتح"وحلفاؤها مع"حماس"النظام الرابح الجديد؟ أم ان كلاً منهما سيمشي على هواه؟ اننا نرجو لهما التعاون باسم المصلحة الفلسطينية العامة، أما الأمر المهم الآخر فهو أشكال العلاقات التي ستكون بين"حماس"والاحتلال الاسرائيلي. فمن المعلوم ان الحكومة الاسرائيلية أعلنت منذ اليوم الأول لانتصار"حماس"انها ستقاوم هذه الحركة ما لم تعترف بالاحتلال الاسرائيلي وتلغي مبادئها وتنزع أسلحتها، ومن المستبعد أو من المستحيل أن تقبل حماس بهذه الشروط. وبحسب القراءات التاريخية، منذ المواجهة الأولى بين المسلمين واليهود في المدينةالمنورة، ان الفريقين لن يتنازلا عن حقوقهما التي يدعيانها ويؤمنان بها في فلسطين المباركة والقدس الشريف. فالمواجهة واقعة لا شك فيها بين الفريقين والنصر لنا إن شاء الله. أما عن علاقات"حماس"مع الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية والتي كانت مع النظام الفلسطيني القديم قبل انتصار"حماس"، فالولاياتالمتحدة وبلسان رئيسها قالت انها ستقطع المساعدات الرسمية عن حكومة"حماس"التي لا تزيد على 70 مليون دولار، ونقول انها لا تستطيع قطع المساعدات الأميركية الأهلية وهي خمسة أضعاف المساعدة الرسمية، ووجه الغرابة ان القطع الأميركي للمساعدات يتناقض مع مبادئ الديموقراطية التي تدعو أميركا الى تطبيقها في الدول العربية، أما المساعدات المالية من الدول الأوروبية فنتوقع انها ستزيد ولن تنقص. هاني السعودي - عمان - الأردن