تضاءلت الآمال بالعثور على ناجين اضافيين في كارثة غرق العبارة المصرية"السلام - 98"في البحر الاحمر ليل الخميس - الجمعة، وسط تساؤلات عن اخطاء ارتكبها القبطان سيد عمر في التعامل مع"حريق غامض"شب في احدى الشاحنات التي كانت على متن الرحلة من ميناء ضباء السعودي الى ميناء سفاجا المصري. راجع ص4 أجرى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً أمس بالرئيس المصري محمد حسني مبارك، أعرب فيه عن تعازيه ومواساته في ضحايا حادثة غرق العبارة المصرية"السلام 98"، سائلاً الله أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، داعياً المولى العلي القدير للمصابين بالشفاء العاجل. وشكر الرئيس المصري الملك عبدالله على مشاعره الأخوية الطيبة، ودعا الله أن يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه. وادعى ناجون من الحادث الذي اودى بحياة ما يصل الى الف شخص، ان"القبطان كان اول من غادر العبارة في زورق انقاذ"، لكن لم يظهر له اثر بين من تم انقاذهم ونقلهم الى مستشفيات في مصر او السعودية. وروى بعض الناجين، الذين قارب عددهم 400 شخص، ان الحريق اندلع في العبارة مساء الخميس وانها بدأت بالغرق بعد نحو خمس ساعات وبعد محاولات تعثرت لاعادتها الى ميناء ضباء السعودي او استمرار رحلتها الى سفاجا. واكد وزير النقل المصري محمد منصور شهادات الناجين وقال لقناة التلفزيون المصرية"النيل للاخبار"ان الكارثة"ربما تكون ناجمة عن عطل في احد محركات العبارة ما ادى الى حريق في غرفة المحركات". وروى الناجي رأفت السيد مصري 34 عاماً:"قال لنا افراد الطاقم انهم يسيطرون على الموقف ولكن الحريق كان مستمراً وفي اقل من دقيقتين انقلبت السفينة". وافادت بعض المصادر الملاحية المصرية استنادا الى المعلومات الاولية للتحقيق ان حريقا شب في شاحنة كانت على متن السفينة ولم يتسن للعاملين السيطرة عليه ما ادى الى انتشار النيران في العبارة. واتخذ قبطان السفينة قرارا بالعودة الى ميناء ضباء، لكنه لم يتمكن من القيام بعملية الاستدارة بشكل صحيح بسبب شدة الرياح ما ادى الى انقلاب السفينة، وفق المصادر نفسها. وزار الرئيس المصري حسني مبارك منطقة الغردقة وتفقد الناجين وامر بصرف مساعدات لمن فُقد او مات ولمن نجا كما زار الناجين الذين تلقوا العلاج في المستشفيات قبل ان يترأس اجتماعاً لكبار الوزراء المسؤولين في قطاع النقل البحري ويستمع الى ملابسات الحادث. وتبين من الشروحات التي سمعها الرئيس من وزير الدفاع والانتاج الحربي المشير حسين طنطاوي انه لم تصل معلومات عن عبارة في حالة غرق الا صباح الجمعة ولم يُعرف حجم الكارثة الا عندما ابلغت طائرة هليوكوبتر عند العاشرة عن قوارب تحمل اشخاصًا وبعض الجثث التي كانت تطفو على سطح البحر وبعض الأحياء التائهين فيه. وعلى الفور تم إرسال مدمرة وقطعتين بحريتين اضافة الى اجراء اتصالات مع الجانب السعودي للمساعدة في عمليات الانقاذ. وذكرت"وكالة الانباء السعودية"نقلا عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية قوله"توجهت الى موقع الحادث فرقاطتان وسفينة امداد من القوات البحرية الملكية السعودية بالإضافة الى اربعة زوارق انقاذ من حرس الحدود".