ازداد غضب أهالي ضحايا العبارة المصرية"السلام 98"مع فقدان الأمل في العثور على أحياء جدد، وأعادت السلطات السعودية عبارة أخرى تابعة للشركة نفسها بعد فحصها في ميناء ضباء لوجود عيوب فنية فيها. وأوردت وكالة"فرانس برس"في تقرير لها من على متن مروحية سعودية فوق البحر الأحمر ان جثث ضحايا كانت طافية أمس على سطح مياه البحر بعد خمسة أيام من غرق العبّارة مخلفة حوالي الف قتيل أو مفقود. وقال عبدالرحمن بدوي، المسؤول في قوات حرس الحدود السعودي في منطقة تبوك شمال غرب،"نحلق فوق المنطقة حيث تطفو جثث على سطح المياه فيها على بعد عشرين ميلاً بحرياً 37 كلم من موقع غرق العبارة"المصرية. وكان بدوي يتحدث من على متن مروحية تابعة للقوات الجوية السعودية كانت في مهمة بحث عن مفقودين من ركاب العبارة"السلام 98". وكان تم تسيير مهمة المروحية على أمل العثور على ناجين في جزيرة النعمان غير المأهولة التي تقع في عرض الساحل السعودي. غير انه بعد ثلاث ساعات من التفتيش لم يتم العثور إلا على جثث. وعادت زوارق النجدة التي تم تجنيدها للبحث عن ناجين في دائرة قطرها 45 ميلاً بحرياً 83.3 كلم في عرض سواحل ضباء، الى مواقع انطلاقها في قطع وفرقاطات البحرية السعودية. وفي الاثناء تنتظر سفينة"شرم الشيخ"المصرية وصول الجثث اليها لتقوم بنقلها. وتمكنت فرق الانقاذ السعودية من انتشال ستين جثة الاثنين اضافة الى 72 جثة تم الاعلان عن انتشالها رسمياً الأحد. وشوهدت من المروحية عشرون جثة تطفو على سطح المياه في منطقة عمليات التفتيش في حين ان عدداً كبيراً من الجثث جرفها التيار الى المياه الدولية بين السعودية ومصر. وعقد الرئيس حسني مبارك اجتماعاً امس خُصص لعرض ظروف وملابسات ومسببات وتداعيات غرق العبارة السلام 98، حيث عرض رئيس الوزراء ووزير الدفاع تقارير حول الكارثة. وقال ناطق باسم الرئاسة إن مبارك شدد على أن أرواح الضحايا لن تضيع هدراً، وان التحقيق الذي أمر به منذ اللحظات الأولى لوقوع الحادث لا بد أن يصل الى أوجه الخلل والتقصير، وان المتسببين في ذلك لن يفلتوا من دون عقاب من القانون. وأكد مبارك ان لا أحد في مصر فوق القانون أو المساءلة، وانه كمصري ومسؤول عن كل المصريين غاضب ككل المصريين وحزين مثلهم. من جهة اخرى، رفضت لجنة النقل والمواصلات في مجلس الشورى ترك المسافة بين ميناءي سفاجا المصري وضباء السعودي من دون ربط او اتصالات ملاحية ولاسلكية حيث لا يقتصر الامر على مسافة 15 ميلاً فقط، ودعت الى ضرورة ربط الخط الملاحي بين البلدين بوسائل اتصال حديثة لتتبع حركة مرور السفن والعبارات لانقاذ حياة الركاب والحجاج ولتجنب وقوع حوادث مماثلة لعبّارة السلام 98، أو سالم اكسبريس عام 1991. واتهمت اللجنة خلال زيارتها التفقدية لميناء سفاجا على البحر الاحمر هيئة الميناء والشركة المالكة للسلام 98 بارتكابهما اخطاء فنية عديدة ساهمت في وقوع الكارثة.