أعلن الرئيس محمود عباس ان لجنة عربية ثلاثية منبثقة عن قمة الخرطوم ستتولى شرح الموقفين العربي والفلسطيني الى الدول الاعضاء في مجلس الأمن واللجنة الرباعية في شأن خطورة الموقف الراهن في ظل الحصار الجائر. ودعا مجلس الامن الى"تحمل مسؤولياته لوضع حد للممارسات الاسرائيلية من قصف واغتيال وحصار"، كما دعاه الى التحرك ضد رفض الولاياتالمتحدة اقرار بيان يطلب من اسرائيل الامتناع عن"الافراط في استخدام القوة"ضد الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه، دان"الاعمال غير الشرعية التي ارتكبها فلسطينيون، واعطيت تعليماتي للحكومة لوضع حد للفوضى الامنية". وقال عباس خلال مؤتمر صحافي عقده في الدار البيضاء اثر زيارة استمرت ثلاثة ايام في المغرب:"سمعنا ان هناك اعتراضاً أميركياً على مشروع عربي في شأن الوضع في فلسطين، وأجرينا اتصالات بالدول الاعضاء في مجلس الأمن لحضها على تبني القرار"، مقراً بوجود"صعوبات، لكننا نعمل كل ما في وسعنا نحن واصدقاؤنا لتمريره". وانتقد الرئيس الفلسطيني الاتحاد الأوروبي الذي سيزور عواصمه في وقت لاحق، خصوصاً باريس إزاء تعليق المساعدات، وقال:"يعرف الاتحاد الأوروبي انه يقدم المساعدات كي تستطيع السلطة الوقوف على اقدامها، وحين تتوقف هذه المساعدات فإن ذلك يعني انه لا يريد ان تقف وان تنهار". واضاف:"طلبنا ونطالب الاتحاد الأوروبي بألا يتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني، لا ذنب للمواطن والانسان العادي او الفقير والطالب بان يجردوه من أبسط أنواع الحقوق ويقال له هناك حكومة لا نريد التعاطي معها. سأذهب الى أوروبا للحديث مع الأوروبيين في الموضوع". ونبه الى مخاطر الوضع الاقتصادي والأمني نتيجة تعليق المساعدات و"ما لم تسارع الدول المانحة لتقديم المساعدات سينهار الوضع في فلسطين، ونأمل في الابقاء على الالتزامات بالسرعة الممكنة لتفادي الكارثة". وقال ان الدول العربية بصدد الوفاء بالتزاماتها المالية للأشهر الستة السابقة واللاحقة، غير انه حض حكومة رئيس الوزراء اسماعيل هنية على الاعتراف بالشرعية، وقال:"يجب ان نتواءم حكومة وسلطة ونعترف بالشرعية الدولية. حماس كانت في المعارضة، والآن هي في الحكومة، والمفروض ان تتواءم في مواقعها. ربما ان اسرائيل ستستمر في اعمالها، لكن اذا اعلنا للعالم اجمع اننا مهتمون بالمبادرة العربية، ربما سيساعد ذلك في لفت أنظار المجتمع الدولي". وأضاف:"منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وبينها و بين إسرائيل اعتراف متبادل، وهي التي تبرم الاتفاقات كافة والمسؤولية أولاً وأخيراً عن الشعب الفلسطيني". لكنه دان ما وصفه ب"الأعمال الخارجة عن القانون في المناطق الفلسطينية"التي قال إن لا مبرر لها، مضيفا ان السلطة لن تتخلى عن مسؤولياتها لوضع حد للفوضى. وخلص الى أن الاعتراف ب"الشرعية الدولية يمكن أن يساعد كثيراً في فك العزلة"عن الشعب الفلسطيني. وقال انه أجرى محادثات مع أعضاء حكومة"حماس"لوقف التدهور الأمني في الأراضي الفلسطينية. ونفى وجود أي ترتيبات لعقد لقاء فلسطيني - إسرائيلي في المغرب، لكنه قال:"نحن نرحب بأي لقاء، ومستعدون له في أي مكان في العالم مع الإسرائيليين"، وما أعلن عن هذا اللقاء"ليس صحيحاً".