كان البحث عن الجميل همهم مذ أنشأوا مجموعتهم في أواخر عام 2000 عندما كانوا طلاباً في المرحلة الثانوية. كانوا"شلّة"من الشبّان السعوديين المهتمّين بالسينما العالمية بكل رموزها وتفاصيلها. ولم تقتصر اهتماماتهم على متابعة الأفلام الأميركية، بل أوغلوا في البحث عن السينما بكل أشكالها ومدارسها من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق. كان اللقاء معهم عندما كانوا يحضّرون لاستقبال الفنان نايف خلف العائد أخيراً من دمشق بعد انتهائه من تصوير الفيلم السينمائي"في ظلال الصمت"للمخرج والمنتج السعودي عبد الله المحيسن. وهم أرادوا استضافة الفنان خلف للحديث عن تجربته في هذا العمل بصفته ممثلاً رئيساً، وعن الانتاج السينمائي وتفاصيل تصويره. وكان أحد المنتمين الى هذه المجموعة"السينمائية"وهو عبد الله العياف قادماً من الدمام لاستكمال تصوير تجربته الأولى التي هي عبارة عن فيلم وثائقي عن السينما في السعودية ومعاناة الشباب في البحث عنها بوسائل عدّة، منها انشاء تجمّعات شبابية تهتمّ بالسينما ومنها مجموعته"السينمائيون الشباب". ولم تقتصر جهود هؤلاء الشبان على ما يتوافر في السوق السعودية من أفلام بل خرجوا إلى الدول المجاورة لمشاهدتها في دور العرض، والحصول على أكبر عدد منها على شكل أقراص مدمجة. ولم يوفّروا أي وسيلة، فلجأوا الى الانترنت أيضاً وبدأوا بتحميل الأفلام من بعض المواقع الأجنبية ليشاهدوها معاً. هؤلاء الشباب كانوا أيضاً السباقين في إنشاء أول المواقع العربية المتخصصة بالفن السابع. باسم"سينماك"لمتابعة الحركة السينمائية في العالم، والتعليق عليها بأقلامهم، إضافة إلى التعليق على آخر المسلسلات التلفزيونية التي تعرضها الفضائيات. وفتح لهم هذا الأمر الباب عريضاً أمام الكتابة في الصحف السعودية. بالتالي، أصبح عبد الله العياف، ناصر المدلج، رجا المطيري، حازم الجريان، فهد الأسطاء وغيرهم معروفين للقارئ السعودي، بعدما توزعت كتاباتهم المتميزة على صفحات الصحف المحلية. ولم يقتصر هذا الأمر على الشباب فحسب بل شاركت الفتيات مشاركة فعّالة في التأسيس لوعي سينمائي عبر المنتديات الإلكترونية التي أنشانها منها منتدى pink الذي تأسس منذ ثلاث سنوات وتشرف عليه"نجدية"المسؤولة عن المواضيع السينمائية. وأراد هؤلاء الشباب التخصّص في حقل واحد، فمنهم من ركّز على عالم المؤثرات السمعية في الأفلام، ومنهم من أبحر في المؤثرات البصرية، ومنهم من يهتم بالجوانب الفكرية. وهكذا، بدا هؤلاء جادّين في"رسالتهم"هذه التي يريدون فيها أن يؤسّسوا لوعي سينمائي شامل، متخطّين مرحلة الهواية إلى التخصّص والتعمّق في الإنتاج السينمائي.