ما لون العاصمة المصرية مساء اليوم؟ من ملعب القاهرة الدولي تنطلق في التاسعة مساءً تظاهرات حاشدة لأكثر من ثلاثين ألف متفرج، وتكتسي بأحد اللونين الشهيرين الأحمر للأهلي بطل أفريقيا وحامل لقب الدوري المصري لكرة القدم، أو الأبيض للزمالك متصدر المسابقة، ويمتد اللون السائد ليكسو كل شبر في القاهرة ومدناً وقرى كثيرة في ربوع مصر. والتعادل يطفئ الأفراح هنا وهناك، ويأتي برداً وسلاماً على رجال الأمن، وربما على المدربين البرتغاليين مانويل جوزيه في الأهلي، ومانويل كوجادا في الزمالك، لأنه يقلل أسهم النقد الموجهة إليهما. وللمرة الأولى في تاريخ مباريات القمة المصرية، منذ انطلاقها عام 1917، يدير ابن وأبوه المباراة الأشهر عربياً، وسبق لليوناني ديروش فاساراس إدارة المباراة مرتين في الثمانينات، ووقع الاختيار هذه المرة على نجله كيروثي فاساراس لأداء المهمة في 2006، وهو أحد أنجح حكام العالم حالياً، وأسهم في إدارة نهائيات كأس العالم 2002، وبطولة أوروبا 2000 و 2004، والألعاب الاولمبية 2004، ويسند له الاتحاد الأوروبي إدارة أقوى وأهم المباريات. الأهلي لم يخسر أي مباراة محلية لأطول فترة في تاريخ الكرة المصرية، وسجله نظيف لأكثر من 500 يوم، وبالطبع رصيده ناصع في الدوري على مدار الموسمين الماضي والحالي، وعلى رغم تقهقره إلى المركز الثاني خلف الزمالك بفارق نقطة، بعد 16 مرحلة من الدوري، إلا أنه لعب ثلاث مباريات أقل من منافسه، ويكفيه التعادل في أي منها لانتزاع الصدارة، ولكن الأهلي يمر بأصعب ظروف يمكن أن يعرفها أي نادٍ في العالم، وغاب عنه 12 لاعباً دفعة واحدة في مباراته الأخيرة ضد غزل المحلة، وتوقفت خلالها عجلة الانتصارات وتعادل 2-2. والإصابات تحرمه اليوم من نجومه الدوليين محمد بركات، ومحمد شوقي، ووائل جمعة، والأنغولي غيلبرتو، ومن لاعبيه وائل رياض، والغاني اكوتي منساه، وعمرو سماكة، وآماله تتعلق بالمثلث الهجومي المكون من محمد ابو تريكة، وعماد متعب، وأسامة حسني. والزمالك حقق بأقل مجهود فوزه الثالث على التوالي مساء الثلثاء الماضي، على مضيفه المقاولون العرب 1- صفر، وصعد، وللمرة الأولى خلال عامين، إلى صدارة الترتيب، ما رفع معنويات لاعبيه وجماهيره إلى السماء، وصفوف الفريق كاملة باستثناء الموقوفين الغاني جونيور، وتامر عبد الوهاب، وكلاهما ليس أساسياً في التشكيلة المكتظة بالنجوم، والمهاجمون عبد الحليم علي، وحازم إمام، وجمال حمزة، في أحسن حالاتهم، والأول سجل 4 أهداف في المباريات الأخيرة، وعرف الطريق جيداً إلى المرمى. الخبراء يرجحون كفة الزمالك الأكمل صفوفاً والأعلى معنوياً والأفضل في النتائج.